قالت مصادر أمنية لبنانية، إن زيارة الوفد السوري إلى بيروت لم تُسفر عن أي اتفاق مع الجانب اللبناني بشأن ملف الموقوفين في السجون اللبنانية، بسبب طلب تعجيزي من دمشق.
وكشفت المصادر لـ"إرم نيوز"، أنّ الدولة اللبنانية أبدت ليونة في تسليم الجانب السوري الموقوفين السوريين السياسيين الداعمين للثورة السورية، والموقوفين الآخرين غير المتورطين بارتكاب جرائم، إلا أن الوفد السوري طالب بأكثر من ذلك.
ووفق المصادر، فإن الإشكاليّة الكبيرة تمثلّت في طلب سوري بتسليم كل الموقوفين الإسلاميين بمن فيهم موقوفون لبنانيون متورطون في قضايا إرهابية، ممن خاضوا معارك ضد الجيش اللبناني في فترات سابقة، من بينهم أحد كبار المتورطين، في إشارة إلى الزعيم السلفي أحمد الأسير.
وأضافت المصادر أنّ هذا الطلب مرفوض بالمطلق من قبل الجانب اللبناني، وغير قابل للنقاش، ويمثل خلافًا جذريًّا بين الجانبين.
وتابعت المصادر، أنّ الدولة اللبنانية تتطلع إلى إعادة ترميم العلاقة مع سوريا وفق إطار مؤسساتي قائم على احترام سيادة البلدين بعد عقود من العلاقة غير السويّة، مشيرة إلى أن لبنان طالب الوفد السوري بكشف مصير اللبنانيين المفقودين في السجون السورية.
وكان وفد سوري زار بيروت الاثنين الماضي، ترأسه مدير الشؤون العربية في وزارة الخارجية محمد طه الأحمد، وعقد محادثات بعيدة عن الإعلام مع المسؤولين اللبنانيين لم تقتصر على الملف القضائي، بل تمّ التطرق إلى الملف الحدودي.
وأبدى الجانبان رغبة مشتركة في معالجة المشاكل الحدودية بدءًا بضبط عشرات المعابر غير الشرعية التي استخدمت لتهريب المخدرات والسلاح والبضائع، وقد تم تكليف لجنة تقنية لوضع خرائط دقيقة للنقاط الحدودية.