طوقت قوات الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، مختلف مناطق مدينة غزة بحزام ناري من خلال تكثيف القصف الجوي على أهداف حيوية، لتمهيد الطريق أمام تقدم وحدات الجيش الإسرائيلي بين ركام المباني في المدينة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني، أن حماس نجحت في إعادة تأهيل بعض أنفاق غزة، وتسريع وتيرة الاستيلاء على المباني بعد إخراج السكان منها، لتحويلها إلى نقاط "مواجهة ساخنة" مع القوات الإسرائيلية خلال تنفيذها عملية "عربات جدعون 2" الجارية في مدينة غزة.
وأشارت قناة "أخبار 12" العبرية إلى تعديل الجيش الإسرائيلي تكتيكاته الميدانية بتجميد كثافة القصف على الأنفاق، تفاديًا للمساس بحياة الرهائن المحتجزين هناك، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص عدد الرهائن الأحياء والأموات، وهو ما أربك حسابات إسرائيل.
وأعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي تدمير أكثر من 1000 هدف خلال 10 أيام في غزة، وأوضحت أن "التواصل بين القوات الجوية ونظيرتها البرية العاملة في المدينة، أصبح أقرب من أي وقت مضى".
وأشار تقرير لقناة "أخبار 13" العبرية إلى أنه "في بعض الحالات، تنفذ القوات الجوية عملياتها بارتفاع لا يزيد على 100 متر تقريبًا من القوات البرية".
وذكرت صحيفة "معاريف" أن مروحية عسكرية هاجمت من ارتفاع 85 مترًا أكثر من عنصر مسلح بقنبلة وزنها طن.
وفي حادثة أخرى، اقترب مسلحون فلسطينيون من موقع للجيش الإسرائيلي في جباليا، ومع طلب القوات المساعدة، وصلت مروحية على الفور، وألقت قنبلة تزن طنا من ارتفاع 120 مترا، وقضت على المسلحين.
وفي حصر لنتاجات العمليات العسكرية في غزة، بداية من إطلاق "عربات جدعون 2"، كشفت قناة "أخبار 12" العبرية عن تنفيذ 150 عملية اغتيال، استهدفت قادة من "لواء غزة" التابع لحماس، من بينهم قادة سرايا، ونواب قادة سرايا، وقادة فرق، بالإضافة إلى تدمير 100 مبنى من أصل 3500 مبنى مكون من خمسة طوابق.
وأشار تقرير القناة إلى وجود ما يربو على 100 مبنى مكون من تسعة طوابق فأكثر في المدينة.
وخلال عملية تمشيط في مختلف أنحاء غزة، عثرت القوات الإسرائيلية على "كميات من الأسلحة" من بينها بنادق وقنابل يدوية وأسلحة أخرى، كما عثرت القوات على عبوات ناسفة خبأها عناصر حماس بين أنقاض المنازل.
وأظهرت كاميرا مثبتة على جسم جندي إسرائيلي من الفرقة 162 عملية مداهمة مبنى متعدد الطوابق في مدينة غزة، لتأكيد خلوه من العناصر المسلحة.
رغم ذلك، أربكت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الليلة الماضية، حسابات العمل الميداني الإسرائيلي في غزة، خاصة ما تعلق منه بارتفاع مؤشرات الخوف على حياة الرهائن.
وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، أطلق ترامب أرقامًا جديدة حول عدد الرهائن، سواء الأحياء أو الأموات، وقال: "ربما يتم الإفراج عن الرهائن قريبًا. تحدث أمور غريبة في الحرب لم نكن نتوقعها".
وزعم ترامب مجددًا أن هناك المزيد من القتلى بين الرهائن، قائلًا: "هناك 32 قتيلًا، وربما أكثر، وربما 38. يتراوح عددهم بين 32 و38. معظمهم من الشباب. تحدثتُ إلى بعض الآباء وهم يريدون جثث أبنائهم الأعزاء".
وأضاف ترامب: "إنه لأمر فظيع. لدينا ما يقرب من 40 رهينة ميتًا. الكثير منهم يموتون في الأنفاق". ومع ذلك، قال الرئيس الأمريكي: "ربما يكون هناك 20 رهينة على قيد الحياة. هناك 20 ما زالوا على قيد الحياة، وربما أقل".
وفي تحليلها لتصريحات ترامب ذات الصلة بالرهائن، قالت صحيفة "معاريف"، صباح اليوم السبت، إنه "إذا كان تقييم ترامب صحيحًا، فهذا يعني أن عشرة رهائن فقط ما زالوا على قيد الحياة".
وفي حين أكد الرئيس الأمريكي عزم الولايات المتحدة إنهاء القتال في غزة، فقد وصف ذلك بـ"مهمة صعبة"، وأضاف: "سننهي الحرب في غزة، إنها مهمة صعبة، لكننا سنفعل ذلك. كل يوم يمر علينا هو وقت طويل، لكن لا يمكننا أن ندع الناس ينسون السابع من أكتوبر".