قالت مصادر عسكرية لبنانية، إن مطالبة إسرائيل بإخلاء قرى حدودية جاءت نتيجة "فشل" خطة الجيش اللبناني المتعلقة بنزع السلاح، في مرحلتها الأولى.
وأوضحت المصادر لـ"إرم نيوز" أن "هذه الاستراتيجية تترافق مع غارات مكثفة على مناطق واسعة في الجنوب مثل الشهابية وكفر تبنيت، في محاولة لإضعاف بيئة حزب الله وجعل القرى غير قابلة للحياة".
واعتبرت المصادر أن "الضغط بالنار على لبنان بلغ مستوى غير مسبوق، إذ لا عودة للنازحين ولا إعمار للقرى المدمّرة قبل تحقيق هذا الهدف، في وقت تستمر الوساطات الأمريكية والفرنسية للبحث عن تسوية عبر تنفيذ القرار 1701 وخطة الجيش".
وأشارت المصادر إلى أن "مطالبة إسرائيل بالإخلاء أتت في سياق فشل خطة الجيش اللبناني وتعثر تطبيقها في مرحلتها الأولى، وبناءً على ذلك ستقضم إسرائيل من 12 إلى 14 قرية حدودية لإنشاء شريط حدودي ومنطقة عازلة تضغط من خلالها على الدولة اللبنانية".
وأضافت أن "إسرائيل تسعى لتحقيق ذلك عبر تدمير هذه القرى وجعلها غير صالحة للسكن، وأنه من الآن حتى نهاية العام ستقضم المزيد منها".
وأوضحت المصادر أن "الداخل اللبناني لا يزال يشهد مواقف مؤيدة للحزب داخل المنظومة السياسية، ما يعني أن القرار السياسي للدولة ما زال مُصادَرًا. وفي المقابل، خسر حزب الله بعضًا من بيئته لكنه يراهن على عامل الوقت بانتظار تغيّر التطورات الإقليمية وحدوث اتفاق أمريكي-إيراني يؤمّن تطبيق القرار 1701 في جنوبي الليطاني، مع احتفاظ الحزب بنفوذه شمالي الليطاني حيث يهمه الداخل اللبناني".
وأكدت المصادر أن "هذا المطلب أمريكي أكثر مما هو إسرائيلي، إذ لا يمكن نجاح المفاوضات مع سوريا أو ضمان السيطرة على الجولان وجبل الشيخ من دون تأمين الخاصرة اللبنانية لإسرائيل، وإلا ستبقى قواتها هدفًا لحزب الله. ولذا، ترى إسرائيل في قضم القرى الحدودية وسيلة لتأمين قواتها وضمان نجاح أي اتفاق إقليمي مقبل".
وأشارت إلى أن "زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى واشنطن مرتبطة ببحث مصير حزب الله، وعلى هذا الأساس سيتضح عنوان المرحلة المقبلة".
ولفتت إلى أن "الحزب ضعف كثيرًا لكنه ما زال يتلقى إمدادات محدودة عبر تركيا بالتنسيق مع إيران من خلال العراق، تشمل أموالًا وأسلحة مضادة للدروع من دون أسلحة استراتيجية".
وقالت المصادر إن "إسرائيل تمارس ضغطًا غير مسبوق على لبنان بالنار من أجل تنفيذ مطلب نزع سلاح حزب الله، وإنه لا عودة للنازحين إلى قراهم ولا إعمار لتلك القرى قبل تحقيق هذا الهدف".
وكان الجيش الإسرائيلي قد وجّه، الخميس، إنذارًا إلى عدة قرى جنوبي لبنان بـ"الإخلاء الفوري" استعدادًا لقصف محتمل، بدعوى استهداف بنى تحتية تابعة لميليشيا حزب الله.
وأعلن المتحدث باسم الجيش أن القوات الإسرائيلية ستهاجم قريبًا مواقع مرتبطة بميليشيا حزب الله، بذريعة أن الحزب يحاول "استعادة أنشطته في المنطقة".
في المقابل، رأت مصادر سياسية لبنانية أن "هذا السيناريو لا يشبه ما جرى في غزة نظرًا إلى اختلاف الظروف، وأن هذه المطالب تندرج في سياق السياسات المعتادة لإسرائيل، إذ ليست المرة الأولى التي تطلب فيها إخلاء مبانٍ محددة تُستخدم من قبل حزب الله كمخازن أسلحة".
وقال مصدر في حزب الكتائب اللبنانية لـ"إرم نيوز" إن "طلب إخلاء المباني يندرج في إطار سيناريو لبناني متكرر، بدأ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول قبل عامين، ونتج عنه تدمير عدة قرى في الجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان".
وأضاف أن "تعنّت حزب الله في مسألة تسليم السلاح منح إسرائيل الذرائع لقضم مزيد من الأراضي اللبنانية والتوسع في اعتداءاتها"، مشددًا على أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة غير التفاوض، في وقت تجري وساطات أمريكية وأخرى فرنسية للوصول إلى تنفيذ القرار المتعلق بخطة الجيش.