الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
تظاهر الآلاف في وسط مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، اليوم الأربعاء، مجددين مطلبهم باللامركزية وتمسكهم بالإدارة الذاتية الكردية، وسط تعثّر المفاوضات مع دمشق حول مستقبل هذه المنطقة.
وأبرمت الإدارة الذاتية والسلطات الجديدة في دمشق في 10 مارس/آذار الماضي اتفاقًا حول دمج المؤسسات المدنية والعسكرية، لكن بنوده لم تطبق بعد بسبب خلافات بين الطرفين.
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شاهد عيان قوله، إن آلاف المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع في وسط مدينة القامشلي، ورفعوا أعلام الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ورفع بعضهم لافتة كتب عليها "قسد إرادة الشعوب".

وجدّد القيادي الكردي ألدار خليل، في كلمة خلال التظاهرة، مطلب الإدارة الذاتية باللامركزية. وقال: "عندما نتحدث عن اللامركزية فإننا نريدها لكل سوريا، وليس لمنطقتنا فقط".
وأضاف أنه "في هذا الوطن هناك القضية الكردية، وإذا لم تُحل القضية الكردية فإن سوريا، لن تكون دولة ديمقراطية ولن تنته الأزمات".
وشاب التوتر العلاقة بين الإدارة الذاتية ودمشق منذ وصول الرئيس الانتقالي أحمد الشرع إلى السلطة، عقب الإطاحة بنظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وانتقدت الإدارة الذاتية دمشق على خلفية الإعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت إنها لا تعكس التنوّع، وتتمسك بتطبيق اللامركزية، وهي الصيغة التي ترفضها دمشق بالمطلق.
والشهر الماضي، أعرب الأكراد عن رفضهم آلية اختيار أعضاء البرلمان الانتقالي الجديد، معتبرين أنها غير ديمقراطية.
ومن المقرر أن تجري سوريا في سبتمبر/أيلول المقبل عملية انتخابية غير مباشرة لاختيار أعضاء مجلس الشعب الجديد، والذين يعيّن ثلثهم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، من أصل 210 أعضاء يوزعون على المحافظات بحسب عدد السكان.
لكن دمشق أعلنت على لسان مسؤول، تأجيل العملية في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، ومحافظتي الرقة والحسكة اللتين يسيطر عليهما الأكراد؛ بسبب "التحديات الأمنية"، مشيرة إلى أن الانتخابات ستجري ضمن أراض تسيطر عليها الدولة.
وشهدت الأشهر الماضية جولات متعثرة من الحوار بين ممثلين عن الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا ووفود من الحكومة السورية في دمشق، بوساطات دولية وإقليمية، من أجل تطبيق اتفاق 10 مارس/آذار، لكنها لم تفض إلى نتيجة بعد.
وفي مقابلة مع قناة الإخبارية، قال الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، يوم الجمعة الماضي، إن "المفاوضات مع قسد كانت سارية بشكل جيد، لكن يبدو هناك نوع من التعطيل أو التباطؤ في تنفيذ الاتفاق"، مؤكدًا تدخل أطراف دولية للوساطة.
وشدد أنه فعل كل ما في "مصلحة شمال شرقي (سوريا) وكل ما يسهل عملية أن لا تحصل معركة أو حرب".
وأشار الشرع إلى أنه جرى الاتفاق على "بعض الخصوصيات للمناطق الكردية".
وزادت مخاوف الأكراد بعد أعمال العنف والاشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في يوليو/تموز الماضي، وقبلها أعمال العنف الطائفية في منطقة الساحل ذات الغالبية العلوية، حيث اتهمت السلطات مسلحين موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بإشعالها عبر شنّ هجمات دامية أودت بالعشرات من عناصرها.