كشف مصدر كردي مسؤول أن قيادة ما يسمى بالمجلس الوطني الكردي تسلّمت دعوة رسمية من الحكومة السورية في دمشق، للقاء الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
يأتي اللقاء في مسعى لحل الأزمة الكردية ومناقشة مخرجات اتفاق العاشر من آذار/مارس بين الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي.
ولن يحضر عبدي اللقاء المرتقب.
وكان "المجلس الوطني الكردي" منضوياً تحت "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، وعلى خلاف مع الإدارة الذاتية و"قسد"، طوال 10 سنوات، قبل أن يعقد مؤتمراً مشتركاً مع نقيضه ويخرجا في "كونفرانس" مشترك أعاد ترتيب البيت الداخلي الكردي، بحسب مراقبين.
وقال المصدر المسؤول، لـ"إرم نيوز"، إن "التفاوض مع دمشق مقتصر في الأساس بين الشرع وعبدي، والمجلس الوطني كان معروفاً بارتباطه بتركيا، رغم أنه اتفق أخيراً مع الإدارة الذاتية، وتم الاتفاق على إرسال وفد موحد إلى العاصمة السورية في كل المباحثات المقبلة".
وأوضح أن "مقررات كونفرانس وحدة الصف والموقف الكردي الذي عُقد أخيراً هو المرجع في المباحثات، وكل مَن يخرج عن مضمونها لا يمثل القضية والشعب الكردي"، على حد تعبيره.
وتابع المصدر: "رغم أن المجلس الوطني الكردي في سوريا أسس في عام 2011، لكنه وخلال كل تلك السنوات الفائتة كان بعيداً عن صناعة القرار في الأوساط الكردية؛ فهناك تحديات معقدة في العلاقة مع السلطات السورية، وسبق أن حاول المجلس التقرب منها بعيداً عن (قسد)".
ونوه المصدر إلى أن "المجلس الوطني الكردي يسعى ليكون مظلة سياسية كردية سورية معارضة، وقد يمثل هذا اللقاء المرتقب فرصة تاريخية لبناء جسور الثقة وإرساء أسس تسوية سياسية شاملة تضمن حقوق الأكراد ضمن إطار سوريا الموحدة، خاصة مع التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد أخيراً".
واستطرد المصدر: "لكن يجب العلم أن المجلس لا يملك من القرار شيئاً، وكل المسائل الخلافية بين دمشق والأكراد بيد الإدارة الذاتية، سواء الجيش أو الأمن أو التعليم أو الصحة أو آبار النفط وغيرها".
كما حذر المصدر الكردي من "غياب ضمانات دولية قد يجعل أي تفاهمات حبراً على ورق؛ فالشارع الكردي يتعامل بحذر مع هذه التطورات، لكنه يترقب أي خطوة جادة قد تفتح الطريق نحو تسوية أكثر شمولاً".
ووفقاً للمصدر، فإن "حكومة دمشق تؤكد دائماً على وحدة الأراضي السورية، وضرورة دمج مختلف القوى ضمن إطار وطني جامع، مع إبداء استعداد مبدئي لمناقشة قضايا لامركزية إدارية واسعة، معتقدةً أن الأكراد انفصاليون، وهذا منافٍ للواقع تماماً، لأن جلّ ما يريده الأكراد حكم لامركزي إداري، بعيداً عن الانفصال كما يُشاع".
بدوره، قال مصدر في المجلس الوطني الكردي، لـ"إرم نيوز"، إنه "بناءً على تصريح الناطق باسم المجلس، فيصل يوسف، لوسائل إعلام كردية، فإنه لا بديل عن مخرجات مؤتمر القامشلي. والوفد الكردي المشترك خيار استراتيجي". وأكد تلقي المجلس الدعوة فعلاً من الشرع.
وقال فيصل يوسف في وقت سابق: "سنذهب إلى دمشق لنؤكد على مطالبنا وفقاً لمخرجات مؤتمر القامشلي. والوفد الكردي المشترك هو من يمثلنا جميعاً".
وتابع: "قبل الذهاب إلى دمشق سنلتقي جميع الأحزاب المنضوية تحت مظلة الوفد الكردي المشترك والجنرال مظلوم عبدي والجهات الدولية".