logo
العالم العربي

ما بين "الوصاية" و"الفخ".. أي دور لتركيا في سوريا الجديدة؟

ما بين "الوصاية" و"الفخ".. أي دور لتركيا في سوريا الجديدة؟
الشرع وفيدان على قمة جبل قاسيونالمصدر: منصة إكس
25 ديسمبر 2024، 9:20 ص

مع اقتراب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى دمشق، يُطرح السؤال الكبير: ما هو الدور الذي تطمح تركيا إلى لعبه في سوريا الجديدة؟.

هذه الزيارة المرتقبة، إذا تمت كما هو مقرر، ستجعل أردوغان أول رئيس دولة إقليمية يلتقي قيادة النظام السوري الجديد بعد سقوط نظام بشار الأسد.

 وتأتي الزيارة عقب خطوات دبلوماسية ممهدة، مثل: زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وإعادة فتح السفارة التركية في دمشق كأول سفارة أجنبية يُعاد افتتاحها بعد التغيير.

أخبار ذات علاقة

قوات أمريكية في قاعدة التنف

صراع جيوسياسي.. واشنطن تخطط للتمدد نحو دمشق والساحل السوري

 

شبكة أمان ودور مركزي

يرى محللون أن التحركات التركية تؤكد نيتها لعب دور محوري في إعادة تشكيل المشهد السوري. وفقًا لأستاذ الدراسات العثمانية، الدكتور محسن فلاح الأحمدي، فإن تركيا تسعى إلى بناء "شبكة أمان" لدعم النظام الجديد في دمشق

هذه الشبكة تشمل إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية، تنظيم المحافظات والبلديات، والمشاركة في ورش إعادة الإعمار واستعادة المهاجرين.

 

وأشار الدكتور الأحمدي في تصريحه لـ"إرم نيوز" إلى دلالات رمزية، مثل اللقاء الذي جمع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان على قمة جبل قاسيون، قائلًا إن هذه اللقاءات تُمهد لدور تركي واسع النطاق في سوريا.

ويرى الأحمدي أن هذه الخطوات تحمل "روائح مشروع إحياء النفوذ العثماني"؛ ما يعيد تركيا إلى موقع "الراعي" لسوريا، في مشهد يُشبه الوصاية ولكن بمسميات معاصرة.

 

هدية أم فخ؟

على الجانب الآخر، يشير المحلل السياسي والدبلوماسي السابق جهاد نويّر إلى أن ما قد يبدو "هدية لأردوغان" قد تتحول إلى "هدية ملغومة". فهو يرى أن المشاكل البنيوية في سوريا الجديدة، خاصة قضية المشروع الكردي في شمال سوريا، تمثل تحديًا كبيرًا لتركيا. فحزب الاتحاد الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة يشكلان "كابوسًا دائمًا" لأنقرة؛ ما قد يدفعها لدفع ثمن باهظ لحل هذه الأزمة.

 

ويشير نويّر إلى أن أردوغان يتصرف حاليًّا بنفسية المنتصر الذي تفوَّق على روسيا وإيران، مستشهدًا بتصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي قال إن أردوغان حذَّر موسكو وطهران من دعم الأسد، معتبرًا أن القضية السورية أصبحت خاسرة بالنسبة لهما.

هروب الأسد إلى روسيا عزز هذا الشعور، وشجع أردوغان على المضي قدمًا في مشروعه دون الالتفات إلى مصالح الأطراف الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة.

أخبار ذات علاقة

السفارة الإيرانية في دمشق

مصدر إيراني لـ"إرم نيوز": سنفتح سفارتنا في دمشق خلال أسابيع

 

سيناريوهات مفتوحة

الأحمدي ونويّر يتفقان في حديثهما لـ"إرم نيوز" على أن المشهد السوري الحالي مليء بالاحتمالات الخطرة. كلاهما يحذر من أن الخطوات التركية في سوريا، رغم أنها تبدو محسوبة، قد تتحول إلى "طوفان" يمتد أثره إلى المنطقة بأكملها، بما في ذلك تركيا نفسها.

في ظل هذا السياق المضطرب، يبقى السؤال قائمًا: هل تريد تركيا سوريا كجار مستقر، أو تراها جزءًا من طموح أكبر لإعادة رسم حدود النفوذ في المنطقة؟

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC