logo
العالم العربي

خبراء: تركيا تكثف هجماتها داخل العراق مستغلة التطورات الإقليمية

خبراء: تركيا تكثف هجماتها داخل العراق مستغلة التطورات الإقليمية
جنود أتراكالمصدر: (أ ف ب)
29 يناير 2025، 5:56 م

صعّدت تركيا عملياتها العسكرية شمال العراق، مستهدفة مناطق في السليمانية ودهوك عبر غارات مكثفة، وسط مخاوف من استغلال أنقرة للتطورات الإقليمية لتوسيع نفوذها والتوغل بشكل أعمق داخل الأراضي العراقية.

 

وبينما ألقى الحزب الديمقراطي الكردستاني باللائمة على حزب العمال الكردستاني لانتشاره في هذه المناطق، اتهم الاتحاد الوطني الكردستاني الحاكم في السليمانية أنقرة بالسعي لتحقيق أطماعها التوسعية.

وشن الجيش التركي، الاثنين، غارات جوية على قرى ومناطق في دهوك وقضاء رانيا بمحافظة السليمانية، مستهدفاً سيارة مدنية تقل أربعة أشخاص، ما أدى إلى مقتلهم وإصابة آخر، كما قصف ناحية عقرة في دهوك، ما أسفر عن سقوط ضحايا.

أخبار ذات علاقة

موالون لحزب العمال الكردستاني يرفعون صور مؤسسه أوجلان

ما دلالات إغلاق مقار تابعة لـ"حزب العمال الكردستاني" في مدينة السليمانية؟

 

كما أعلن الجيش التركي مقتل 15 عنصراً من حزب العمال الكردستاني في عمليات نفذها شمال العراق وسوريا، مؤكداً استمرار استهداف مواقع الحزب لمنع تهديداته الأمنية.

وذكر بيان للجيش أن قواته استهدفت عنصرين من حزب العمال الكردستاني في منطقة كارا شمالي العراق، في حين تم تحييد 13 آخرين في مناطق عمليات درع الفرات ونبع السلام شمالي سوريا.

 

ضحايا وتجريف مناطق

بعد سقوط النظام في سوريا، يرصد مراقبون ومحللون أمنيون تصاعد العمليات العسكرية التركية شمال العراق، وسط مخاوف من توسع التوغل التركي بشكل أعمق داخل الأراضي العراقية، في ظل غياب موقف حاسم من بغداد.

بدوره، كشف مصدر في قيادة العمليات المشتركة العراقية أن "التوغل التركي داخل الأراضي العراقية شهد تصعيداً غير مسبوق خلال الأيام الماضية، فقد وسّع الجيش التركي نطاق عملياته ليصل إلى عمق تجاوز خمسين كيلومتراً داخل إقليم كردستان".

وأكد المصدر لـ"إرم نيوز" أن "القوات التركية قامت بإنشاء قواعد عسكرية جديدة خلال العام الماضي، ليصل عددها إلى أكثر من ثلاثين قاعدة موزعة بين محافظتي دهوك ونينوى، فضلًا عن أن العمليات التركية أصبحت شبه يومية، مستهدفة القرى والمناطق الجبلية التي يشتبه بوجود عناصر حزب العمال الكردستاني فيها، إلا أن الضحايا غالباً ما يكونون من المدنيين".

وأوضح المصدر، الذي طلب حجب اسمه، أن "الشهر الأخير شهد سقوط أكثر من 65 قتيلاً وجريحاً بينهم نساء وأطفال، وتهجير ما لا يقل عن 250 عائلة من القرى الحدودية".

أخبار ذات علاقة

554b250d-faf9-46cd-bc39-88a2e1c4b519

قتيلان إثر غارة تركية على دهوك شمالي العراق

 

الديمقراطي يلوم حزب العمال

بدوره، ألقى عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني وفاء محمد كريم باللائمة على وجود حزب العمال الكردستاني في العراق، معتبراً في تصريح صحفي أن "حزب العمال هو المسبب الرئيس لكل المشكلات التي تواجه الكرد في العراق وسوريا والمناطق الأخرى التي يوجدون فيها".

ومع تصاعد النفوذ التركي وتوسّع نشاطه العسكري والاستخباراتي من كركوك وصولاً إلى زاخو، يجد العراق نفسه في موقف يفتقر إلى أدوات تفاوضية قوية، أو ممارسة الضغط على أنقرة.

ورغم زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد قبل أيام وطرحه ملف حزب العمال الكردستاني خلال لقاءاته مع المسؤولين العراقيين، فإن العمليات العسكرية التركية لم تتوقف، بل استمرت بشكل مكثف، مستهدفة مواقع الحزب في مناطق مختلفة، مع توغل أعمق داخل الأراضي العراقية، في مؤشر على أن أنقرة ماضية في استراتيجيتها العسكرية دون اكتراث للاعتراضات العراقية.

وعلى مدى العقدين الماضيين، عززت تركيا وجودها العسكري في إقليم كردستان العراق عبر إنشاء عشرات القواعد، مستخدمة ذلك كمنطلق لعملياتها ضد حزب العمال الكردستاني، الذي يتخذ من المنطقة معقلاً وقواعد خلفية لأنشطته المسلحة.

استغلال المتغيرات الإقليمية

من جهته، يرى المحلل السياسي هافال مريوان أن "أنقرة تستغل التطورات الإقليمية لتعزيز نفوذها داخل الحدود العراقية، مستغلة حاجة القوى الكردية إلى اتباع سياسة متوازنة معها في المرحلة الراهنة".

وأوضح لـ"إرم نيوز" أن "الأحزاب الكردية، سواء في العراق أو سوريا، تتجنب التصعيد مع تركيا؛ خشية الإضرار بمصالحها، لا سيما مع سعي فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة إلى بسط سيطرتها على المناطق ذات الغالبية الكردية هناك، مما يدفع القوى الكردية إلى التكيف مع الواقع الجديد بدلاً من مواجهته".

وأشار إلى أن "التوغل التركي المتزايد لم يواجه برد فعل حازم، إذ تستثمر أنقرة في التناقضات الداخلية بين القوى الكردية لتعزيز وجودها العسكري، مستغلة الانقسامات بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، إذ يرى الأول أن إخراج حزب العمال الكردستاني من العراق قد يكون مفتاحاً لضبط العلاقة مع تركيا، بينما يتخذ الثاني موقفاً أكثر تحفظاً، محذراً من نوايا أنقرة التوسعية". 

أخبار ذات علاقة

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان

تركيا تدعو لمعركة مشتركة ضد المسلحين الأكراد و"داعش"

 

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC