أثارت تصريحات قائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، بشأن وصول البلاد إلى نقطة مفصلية، تساؤلات عن دلالات ذلك، خاصة في ظل استمرار الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا.
وقال المشير حفتر بلهجة شديدة أمام وفد من مشايخ وأعيان وحكماء قبائل فزان، جنوبي البلاد، إن "الجيش منح الوقت الكافي لمعالجة الأزمة السياسية، لكن دون جدوى".
وأضاف أن "ليبيا تقف عند نقطة مفصلية تفرض علينا اتخاذ القرار الحاسم بشأن المشهد السياسي المتأزم لنتمكن من بناء البلاد".
وبهذا الصدد، قال المحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، إن "حديث المشير خليفة حفتر يحمل العديد من الرسائل الواضحة، في توقيت مهم للغاية، حيث تعم الضبابية على خريطة البعثة الأممية".
وأضاف المرعاش، لـ"إرم نيوز"، أنه "أصبح واضحًا أن الأمر لا يعدو كونه إدارة للأزمة، وأن هدف التحرك هو المحافظة على إطالة أمدها، وليس حلها"، لافتًا إلى أن تصريحات حفتر تتمحور في أربعة سياقات.
وبين أن هذه السياقات تتمثل في أن "حفتر اختار أن يلقي كلمته أمام جمع من أعيان وشيوخ ليبيا، لدق نواقيس الخطر التي تحيط بالشعب الليبي، وتبيان مخاطر إطالة النزاع، مما سيؤدي إلى تفكك ليبيا وانقسامها، وتحول أراضيها لساحة للتوطين، ونهب خيراتها وحرمان الليبيين منها".
وعن السياق الثاني، قال المرعاش إن "الحديث حمل رسالة إلى الشعب الليبي مفادها أن عليه التحرك لإنقاذ بلاده، وأن القوات المسلحة العربية الليبية، تحتاج لهذا الدعم الضروري، حتى تستطيع مواجهة تحديات الداخل والخارج التي تقف وراء الأخطار التي يتعرض لها الوجود الليبي".
وأكد أن السياق الثالث يتمثل في أن "الرسالة حملت تحذيرات خطيرة، وهي استمرار فشل البعثة الأممية، وتماديها في العبث بالقضية الليبية، وإلهاء الشعب الليبي بمبادرات فاشلة ومعدة مسبقًا لمنع أي تقارب ليبي - ليبي، وفرض استمرار حالة الفشل والارتهان للأجنبي".
أما السياق الرابع، بحسب المرعاش، فيتمثل في أن "القرار الحاسم يكمن في تدخل الجيش العربي الليبي، وعلى كل المستويات وبكل أنواع الأدوات، حتى العسكرية منها ليس مستبعدًا، في حالة اصطفاف كل الشعب الليبي بجميع أركان الوطن، وتلبية نداء الجيش في شحذ الهمم والتعبئة السياسية والاجتماعية والأمنية الشاملة، للدخول في مواجهة مباشرة مع الأدوات المحلية للهيمنة الإقليمية والدولية، خصوصًا بعد أن أصبح الجيش أكثر جاهزية عسكرية عن أي وقت مضى، وبعد نجاح مساعيه في تحييد أهم المتدخلين في الشأن الليبي عسكريًا، والطلب إليهم باتخاذ موقف الحياد، ساعة بدء الحسم العسكري وتحرير العاصمة طرابلس" وفق قوله.
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الليبية، محمد صالح العبيدي، إنه "من الواضح أن المشير حفتر سيسعى إلى الضغط السياسي على أطراف مثل البعثة الأممية، ومجلس الدولة من أجل التسريع بحل سياسي".
وأعرب العبيدي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، عن اعتقاده أن "الحل العسكري مستبعد في المرحلة الراهنة، خاصة أن معظم الأطراف تدرك أنها ستنهك حال حدوث أي تصعيد عسكري، وبالتالي رسالة الجيش واضحة، ولا تنطوي على تهديدات بإطلاق هجوم جديد".
وختم العبيدي حديثه قائلًا: "الثابت أيضًا أن المشير حفتر ومعظم الأطراف المتدخلة في أزمة ليبيا باتت تدرك أن استمرار الانسداد سيقود إلى عواقب وخيمة".