مسيّرة تستهدف سيارة على طريق بلدة مركبا جنوبي لبنان
يثير نجاح ليبيا في تنظيم الجولة الثانية من الانتخابات البلدية التي شملت مجالس، تعثر تنظيم الانتخابات فيها في وقت سابق، تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا الاختبار قد يمهد الطريق نحو إنجاز الانتخابات العامة.
وأجرت ليبيا السبت انتخابات في 16 بلدية، وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات أنه لم يتم تسجيل "أية خروقات أمنية" أو غيرها بخلاف المحطات السابقة.
ويأتي هذا الاستحقاق البلدي في وقت تشهد فيه ليبيا جموداً سياسياً مستمرا منذ انهيار الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي كانت مقررة في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول 2021.
وعلق المحلل السياسي الليبي، خالد محمد الحجازي، على الأمر بالقول: "شهدت ليبيا بالفعل انتخابات شملت 16 بلدية، جرت بهدوء ومن دون حوادث كبرى تُذكر، ما اعتبره كثيرون مؤشرًا إيجابيًا على تحسّن إدارة العملية الانتخابية واستقرار الأوضاع الأمنية لأن نجاح هذا الاستحقاق المحلي يعكس قدرة الأجهزة على تنظيم يوم انتخابي منضبط".
وأضاف: "يُظهر ذلك استعداد المواطنين للمشاركة في الحياة العامة دون توترات، مما يعزز الثقة في إمكانية إجراء انتخابات أوسع مستقبلًا".
وأوضح الحجازي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هذا النجاح لا يكفي وحده للدلالة على جاهزية البلاد لإطلاق الانتخابات العامة، إذ تبقى الانتخابات البلدية محدودة النطاق ولا تمثل اختبارًا حقيقيًا للتنافس السياسي أو المشاركة الشعبية الواسعة، كما أن البيئة السياسية والقانونية تحتاج إلى مزيد من الانفتاح، وضمان إشراف قضائي مستقل، وإتاحة الفرص أمام الأحزاب والمجتمع المدني".
وتابع: "يمكن اعتبار نجاح الانتخابات البلدية خطوة أولى مشجعة، لكنه ليس ضمانة كافية، فالمطلوب أن يتحوّل هذا النجاح إلى مسار مستدام نحو انتخابات عامة تعبّر فعلاً عن إرادة المواطنين، وتؤسس لمرحلة جديدة من المشاركة السياسية والاستقرار المؤسسي في البلاد".
وعلى الرغم من جاهزية المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا إلا أن الغموض لا يزال يسود الانتخابات العامة في ظل استمرار الخلافات بين الفرقاء.
وقال المحلل السياسي الليبي، حسام الدين العبدلي، إن "تنظيم الانتخابات البلدية في 16 مدينة بدون أي مشاكل أمر جيد، والشيء المهم في هذا الاستحقاق أننا لم نعرف بعد سبب توقف هذه الانتخابات في البداية أصلاً، وأيضاً رغم نجاح هذه المحطة إلا أنني لا أرى أي مؤشر على إمكانية الوصول إلى الانتخابات العامة".
وأضاف العبدلي في تصريح لـ "إرم نيوز" أن "هناك مناكفات عادت بين مجلسي النواب والدولة وهما المعرقلان الأساسيان لأي اتفاق أو محاولة للوصول إلى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، وهناك معطى آخر مهم وهو إجراء الانتخابات البلدية في مجالس كبرى".
وختم العبدلي بالقول إن "ليبيا تمر بانتكاسة ديمقراطية بسبب الأطراف المتناحرة في الساحة السياسية، وهذا ما أبرزته حتى المبعوثة الأممية هنا تيتيه خلال إحاطتها الأخيرة والتي أكدت أن الفرقاء يعطونها وعوداً بالكلام بشأن الحلّ لكن على أرض الواقع لا يوجد أي تنفيذ لتلك الوعود".