تسيطر حالة من الترقب والحذر على مدن وبلدات ريف درعا الغربي في سوريا، بعدما أصبحت هدفا لاقتحامات الجيش الاسرائيلي الذي يحاول توسيع المنطقة الأمنية العازلة، التي أقامها بعد سقوط النظام السوري السابق في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقالت مصادر أهلية في محافظة درعا، إن المنطقة الجنوبية من مدينة نوى السورية بدأت تشهد دوريات ليلية تنظمها بعض المجموعات الأهلية المسلحة لرصد تحركات الجيش الإسرائيلي في منطقة تل أحمر، الذي بات يشكل قاعدة ثابتة لجيش الاحتلال.
عناصر مدربة
وأكدت المصادر لـ"إرم نيوز"، أن تنظيم الدوريات الليلية يأتي على خلفية محاولات الجيش الإسرائيلي احتلال المزيد من المناطق في ريف درعا الغربي، ومن ضمنها سد الجبيلية ومنطقة المحمية الوطنية المعروفة باسم حرش السيل، وتهديداته المتواصلة لمدينة نوى.
وأوضحت، أن المجموعات المسلحة التي تخرج في دوريات ليلية تضم عناصر مدربة سبق لهم الخدمة العسكرية في الجيش السوري قبل إعلانهم الانشقاق عنه بعد الأحداث التي شهدتها سوريا في عام 2011.
موقع استراتيجي
وأظهرت المعلومات التي توفرت من خلال عمليات رصد تحركات الجيش الإسرائيلي أنه بصدد السيطرة على مدينة نوى والمناطق المحيطة بها، وفي مقدمتها تل الجموع.
وبحسب المصادر الأهلية، فإن احتلال الجيش الإسرائيلي لموقع تل الجموع، الذي يتميز بموقعه الاستراتيجي، سيمكن الجيش من الإشراف الناري على كامل مناطق ريف درعا الغربي.
وتضم مدينة نوى والمناطق المحيطة بها أكبر التجمعات السكانية المحاذية للحدود السورية مع إسرائيل، وتتضمن مساحات زراعية واسعة وموارد مائية غاية في الأهمية في حسابات الأمن الغذائي والمائي بالنسبة لسوريا.
وكان حرش سد الجبيلية في مدينة نوى التابعة لمحافظة درعا شهد بداية شهر أبريل/ نيسان الجاري مواجهة بين الأهالي والجيش الإسرائيلي الذي حاول التوغل في المنطقة ما أسفر عن مقتل نحو 9 مواطنيين سوريين.
وتعد هذه المرة الثانية التي تشهد مواجهة بين المواطنين السوريين والجيش الإسرائيلي في محافظات الجنوب السوري، حيث سبق أن تصدى أهالي بلدة كوبا في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا للجيش الإسرائيلي؛ ما أدى إلى مقتل 6 مدنيين.
مواجهة إسرائيل
وأثار مقتل العديد من المواطنين السوريين خلال المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في محافظات الجنوب السوري غضبا شعبيا، وحفّز على مواجهة الوجود الإسرائيلي في مدن وبلدات الجنوب السوري.
وعمل الجيش الإسرائيلي منذ سقوط نظام الأسد على توسيع مساحة الأراضي التي يحتلها في محافظات الجنوب السوري، وذلك بهدف زيادة مساحة المنطقة الأمنية العازلة مع سوريا.
وقرر الجيش الإسرائيلي تحويل مساحات واسعة من المناطق التي احتلها في الجنوب السوري إلى مناطق عسكرية، يمنع دخولها من قبل المواطنين السوريين.
