logo
العالم العربي

يديعوت أحرونوت: انتهاء "شهر العسل" بين الجيش الإسرائيلي وأهالي درعا

يديعوت أحرونوت: انتهاء "شهر العسل" بين الجيش الإسرائيلي وأهالي درعا
سوريون يشيعون قتلى العدوان الإسرائيلي في درعاالمصدر: تلفزيون سوريا
10 أبريل 2025، 11:40 ص

تتزايد التوترات بين الجيش الإسرائيلي والسكان السوريين فيما تسميه تل أبيب المنطقة العازلة الموسعة، بعد اشتباكات في درعا قتل فيها 10 مدنيين، في نهاية واضحة لشهر العسل بين الجانبين، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت.

ونقلت الصحيفة العبرية عن سكان محليين قولهم إن القوات الإسرائيلية التي سيطرت على أراضيهم تجري دوريات يومية، وتقوم بفحص هواتفهم، وتطلق النار على رعاة الأغنام بهذه المناطق.

ورصد المحلل الإسرائيلي في الصحيفة، لئيور بن آري، التصعيد المتنوع بين السوريين المدنيين والقوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث وقعت الاشتباكات الأبرز عندما دعت المساجد في مدينة نوى بمحافظة درعا السكان للخروج لمواجهة القوات الإسرائيلية.

أخبار ذات علاقة

جنود من الجيش الإسرائيلي في إحدى جبهات القتال

الجيش الإسرائيلي يداهم موقعاً للنظام السوري السابق ويدمر أسلحة

 وذكرت وسائل إعلام سورية حينها أن عشرة مدنيين على الأقل من سكان المدينة قتلوا في الاشتباكات. 

كما وردت أنباء عن شن القوات الإسرائيلية غارات مدفعية، فضلًا عن غارات جوية، وذلك ردًا على هذه التوترات السورية.

وبرر مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في وقت لاحق، تلك الأحداث بقوله إن مسلحين أطلقوا النار على القوات، التي ردت بإطلاق النار وقتلت العناصر من البر والجو. 

وفي اليوم التالي، تم نشر مقاطع فيديو للشوارع المغلقة عبر الإنترنت، فيما تجمعت حشود غفيرة في جنازات قتلى الحادث، وهتفوا بشعارات ضد إسرائيل.

ووفق الصحيفة العبرية، لم يكن الحادث الخطير الأول ضد السكان المدنيين السوريين، ففي نهاية مارس/آذار الماضي، تم تسجيل حادثة أخرى، وصفت آنذاك بأنها "الأخطر" وحتى "نقطة التحول" في الساحة السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، ودخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة. 

وأفادت الأنباء حينها بمقتل ما بين خمسة إلى سبعة أشخاص في منطقة قرية كويا بمحافظة درعا.

ووفق تحقيقات الجيش الإسرائيلي، فإن عناصر أطلقوا النار على جنوده من مسافة 300 متر فقط، وتم القضاء عليهم، فيما يؤكد السوريون عدم دقة الروايات الإسرائيلية.

غضب سوري متصاعد

وتؤكد يديعوت أحرونوت أن غضب المواطنين السوريين في تصاعد واضح في ريف درعا والقنيطرة ودمشق مع كل حادثة.

 ونقلت عن مصدر سوري قوله إن "القوات الإسرائيلية تقوم بدوريات يومية في المنطقة، وتقيم نقاط تفتيش على الطرق التي تربط المدن، وتجري عمليات تفتيش وفحص للمارة، بما في ذلك فحص الهواتف المحمولة".

وزعم المصدر، الذي لم تكشف عنه الصحيفة الإسرائيلية، أن "منطقة القنيطرة شهدت تصعيدًا وانتهاكات إسرائيلية كبيرة في الآونة الأخيرة، واستولت القوات الإسرائيلية على مئات الأغنام، تقدر بحوالي 550 رأسًا خلال الأيام الثلاثة الماضية، فيما نفقت الأسبوع الماضي 100 رأس من الأغنام بنيران مباشرة". 

وتشهد هذه المناطق حالات إطلاق نار يومي من مواقع عسكرية إسرائيلية حديثة الإنشاء في المنطقة، غالبًا ما تستهدف رعاة الأغنام.

ووفق المصدر، "يمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم الزراعية، فيما شقت القوات الإسرائيلية طرقًا جديدة داخل هذه الأراضي".

سد المنطرة

وقال إن منطقة سد المنطرة، أحد المعالم السياحية البارزة في ريف القنيطرة، تشهد إطلاق نار متكرر باتجاه المدنيين. 

وأشار إلى أن هذا السد يُمثل متنفسًا طبيعيًا للسكان، تحيط به مساحات خضراء، وكثيرًا ما تأتي العائلات إليه للتنزه واللعب مع أطفالها، لكنه الآن تحول لمنطقة مهجورة بسبب الأفعال الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، اعتقلت القوات الإسرائيلية مدنيين سوريين لفترة، كانوا قرب السد، وهددتهم بمصادرة مركباتهم ودراجاتهم النارية إذا عادوا إلى المنطقة مرة أخرى. 

ويعرقل الجيش الإسرائيلي حركة المرور في هذه المناطق بإطلاق النار المستمر، رغم أنها منطقة مدنية سياحية، على حد قول أحد السكان ليديعوت أحرونوت.

ووفق المصدر السوري، فإن السد الذي سيطرت عليه إسرائيل، يعد من أكبر السدود في المنطقة، ويلعب دورًا هامًا في الأراضي الزراعية في القنيطرة ودرعا، حيث تشكل الزراعة والثروة الحيوانية المصدر الرئيس للمعيشة.

 واتهم المصدر "القوات الإسرائيلية بغزو الأراضي السورية، حيث توغلت حتى عمق 15 كيلومترًا، وقتلت نحو عشرة مدنيين بشكل مباشر جراء قصف مدفعي على مدينة نوى".

 وفي السياق نفسه، يتساءل السكان المحليون السوريون عن دوافع الاحتلال الإسرائيلي في ظل غياب أي مهدد عسكري واضح.

ويعلق المحلل الإسرائيلي بن آري، إن هذا "يعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة لاستفزاز السكان المدنيين السوريين الذين يعيشون في المنطقة منذ عقود". 

ويضيف "سكان القنيطرة أناسٌ بسطاء مسالمون يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية والأغنام في معيشتهم، ومع ذلك، تُوقف إسرائيل قطعان الأغنام وتمنع السكان من الوصول إلى أراضيهم، مُخالفةً بذلك جميع الأعراف والقوانين الدولية".

 وتُؤكد هذه الخطوات، بالإضافة إلى إطلاق النار المتكرر والتوغل في عمق سوريا، على النهج العدواني تجاه السكان المدنيين، الذي يضر التواجد الإسرائيلي بالمنطقة.

أخبار ذات علاقة

دعوات نفير عام وقتلى بالجيش الإسرائيلي.. أهالي درعا ينتفضون بوجه القصف

اشتباكات وتوغل وقتلى.. أهالي درعا ينتفضون ضد القصف الإسرائيلي

 دعوات إلى "الجهاد"

وحذر بن آري من أن هذه الاحتكاكات الإسرائيلية المتواصلة مع السكان السوريين، والتي تؤدي إلى زيادة كبيرة في الغضب تجاه إسرائيل في الشارع السوري، وحتى الدعوات إلى "الجهاد"، ستكون في صالح النظام السوري الجديد، الذي لا تريد إسرائيل التعامل معه أو اقترابه من الحدود.

من جانبها، قالت د.كارميت فالنسي، رئيسة البرنامج الشمالي في معهد دراسات الأمن القومي، المقرب للمخابرات الإسرائيلية، إن هذه الاحتكاكات تثير أصداء كبيرة لدى الجمهور في سوريا، ليس فقط في الجنوب، بل أيضًا في عمق سوريا، في الوسط، وحتى في الشمال.

ورصدت تغييرًا حقيقيًا في المشاعر المعادية لإسرائيل خلال جنازات ضحايا المواجهات الأخيرة.

وتوضح فالنسي أن السوريين كانوا منشغلين جدًا بقضاياهم الداخلية، من الحكومة الجديدة، ومحاولة الرئيس الجديد تحقيق استقرار الأوضاع، والتوترات مع العلويين، وغيرها من المشاكل، وفجأة رأينا كيف انصرف معظم الإعلام والرأي العام إلى "الغزو الإسرائيلي"، والهجمات والاشتباكات الإسرائيلية على الأرض.

 وشهدت جنازات قتلى نوى حشودا غفيرة، وتعالت دعوات للمقاومة، الأمر الذي لم يشهده الإسرائيليون من سكان المنطقة العازلة الموسعة في الأشهر الأخيرة.

وأشارت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون السورية واللبنانية إلى أنه كانت هناك دعوات في الماضي للتعاون مع إسرائيل في هذه المناطق، "ورأينا ذلك أكثر بين بعض الدروز، لكننا فجأة نسمع دعوات واسعة النطاق لمقاومة إسرائيل الآن". 

وأكدت زيادة الانتقادات على الشبكات الاجتماعية السورية ضد الرئيس السوري أحمد الشرع، وكيف أن إسرائيل تفعل في عهده ما يحلو لها ولا يتحرك لمواجهتها.

وحذرت الخبيرة الإسرائيلية من اضطراب شعبي أكبر بكثير مما كان عليه الحال من قبل، وتتوقع زيادته إذا استمرت الأوضاع على الوتيرة نفسها.

وقالت: "كلما طال بقاء الوجود الإسرائيلي في سوريا دون إرساء إطار تفاهم مع السكان والنظام، مع ضمانات دولية وترتيبات أمنية، ستزداد حدة هذا النوع من الاحتكاك، وسيكلف هذا إسرائيل ثمنًا باهظًا، وسيزداد الأمر سوءًا".

وتابعت: "الجنازات حدث يوحدهم حقًا، ويثير المشاعر المعادية لإسرائيل. كما أن هذه الاحتكاكات تزيد من ارتباط السكان المحليين بالأحداث في غزة".

 بالإضافة لذلك، وصلت تقارير عديدة إلى السوريين حول رغبة إسرائيلية في تفكيك سوريا، وهو أمر لا يروقهم إطلاقًا، ويزيد أجواء الغضب بينهم، مما يضاعف من مؤشرات استمرار المواجهات وزيادة حدتها، وتحول هذه المنطقة لبيئة جيدة للإطلاق تجاه إسرائيل مثل جنوب لبنان وغزة.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC