إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة تقتل 13 فلسطينيا خلال الساعات الأخيرة
تساءل تقرير لمجلة "فورن أفيرز" كيف سيؤدي السقوط المذهل لنظام بشار الأسد إلى اختلال توازن القوى في الشرق الأوسط؟ وما هي احتمالات اليوم التالي في سوريا؟
وقالت المجلة إنه بعد أكثر من نصف قرن، بدا فيها أن أسرة الأسد، المعتمدة على جهاز أمني هائل، واستخدام وحشي للقوة، وحلفاء أقوياء مثل روسيا وإيران وحزب الله، تتمتع بسيطرة منيعة على سوريا، تبين في النهاية أنها بيت من ورق وفق تعبيرها.
وأسقطت قوات المعارضة بقيادة هيئة تحرير الشام نظام بشار الأسد خلال أيام، دون خوض الكثير من القتال.
وذهبت المجلة إلى أن التسلسل المذهل للأحداث الذي سمح لهيئة تحرير الشام بإسقاط النظام السوري كان له أسباب عديدة، بما في ذلك قطع إسرائيل الدرامي لحليف سوريا حزب الله وتدمير جزء كبير من ترسانة الصواريخ الخاصة بالجماعة، وتآكل القوة والنفوذ الإيرانيين بسبب خسارة حزب الله، بعدِّه "دفاعًا أماميًّا".
وكذلك ساهم انهيار محادثات المصالحة بين أنقرة ودمشق، والجيش السوري الذي يتقاضى أجورًا منخفضة ومعنوياته منخفضة، وانشغال روسيا بالحرب المكلفة في أوكرانيا في الأحداث.
ومع أن هجوم المعارضة يُعد في الأساس حملة سورية محلية، يبدو أن الهجوم الخاطف الذي شنته هيئة تحرير الشام قد حصل على الضوء الأخضر في البداية من تركيا، التي كانت تحمي المسلحين منذ فترة طويلة في معقلهم في إدلب، في شمال غرب سوريا.
وتابعت المجلة أن سقوط الأسد يُظهر أيضًا مدى ترابط الصراعات المختلفة في المنطقة، وبطرق لا يمكن التنبؤ بها، كما يُشير إلى ما يمكن أن يحدث عندما يتم إهمالها أو تطبيعها.
ووصف التقرير ما حدث بأنه "زلزال" أدى إلى الإطاحة بالنظام القائم بعد سلسلة الأحداث المتواترة من غزة إلى لبنان إلى هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتابع التقرير أنه "على الرغم من أن العديد من الأسئلة لا تزال قائمة حول كيفية محاولة هيئة تحرير الشام إدارة البلاد، وفي الواقع ما إذا كانت ستكون قادرة على التعامل مع مختلف المجموعات المتنافسة على النفوذ، يبدو من المؤكد أن نهاية الأسد ستغير توازن القوى في المنطقة".
وأشارت "فورن أفيرز" إلى أن أصول هجوم المعارضة ضد الأسد تعود إلى الحرب الأهلية السورية التي بدأت في عام 2011 ولم تنته قطُّ؛ وتسببت في تداعيات دولية بعيدة المدى، أدت إلى وصول أكثر من مليون لاجئ سوري إلى أوروبا في عام 2015، وبالتالي إلى تسريع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في العديد من البلدان الأوروبية.
ورأت المجلة أن مستقبل سوريا، والمنطقة، مليء بعدم اليقين، ومن الممكن أن يكون مقاتلو تنظيم "داعش" مفسدين رئيسين لأي حكومة ما بعد الأسد، وفق تعبيرها.
ووسط هذا التوازن السريع للقوى الخارجية، سيواجه السوريون معركة شاقة لتقاسم السلطة في الداخل، وكما قد تتصارع الجماعات المسلحة داخل سوريا والمعارضة في المنفى على السلطة.
وفي ضوء أن هجوم المعارضة كان ممكنًا، بسبب الديناميكيات خارج الحدود السورية، بما في ذلك تفكيك حزب الله وتدهور العلاقات بين أنقرة ودمشق، فإن زوال الأسد سوف يسبب موجات صدمة تتجاوز حدود سوريا، وفق قراءة "فورن أفيرز".
ولتأمين دولة مستقرة وموحدة، ستكون هناك حاجة إلى دعم إقليمي ودولي عاجل ومستدام لمساعدة السوريين على استعادة النظام، وتشكيل حكومة مدنية، وتشجيع المصالحة والعدالة الانتقالية، والبدء في إعادة بناء البلد المدمر، بحسب التقرير.