logo
العالم العربي

إلهان عمر والعقيدي.. مرشحتان أمريكيتان تجمعهما الأصول العربية وتفرّقهما غزة

إلهان عمر والعقيدي.. مرشحتان أمريكيتان تجمعهما الأصول العربية وتفرّقهما غزة
إلهان عمر وداليا العقيديالمصدر: غيتي، إنستغرام
31 أكتوبر 2024، 4:56 م

تعيش ولاية مينيسوتا الأمريكية، تنافسًا للمرة الثانية بين مرشحتين لمجلس النواب، تجمعهما أصول عربية، لكن تفرّقهما التوجهات السياسية، هما "إلهان عمر" عن الحزب الديمقراطي، و"داليا العقيدي" عن الحزب الجمهوري.

ورغم أصولهما العربية، إلا أن المرشحتين لا تتمتعان بأي آراء مشتركة تجاه القضايا المختلفة، بما في ذلك الحرب التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة، منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وتسعى  إلهان عمر  إلى الفوز للوصول الرابع إلى الكونغرس الأمريكي، بينما تخوض "العقيدي" محاولة ثانية لإزاحة منافستها الديمقراطية بعدما فشلت في العام 2020.

إلهان عمر

إلهان عمر، وُلدت في الصومال العام 1981، وانتقلت مع عائلتها إلى الولايات المتحدة في التسعينيات، ودخلت عالم السياسة عندما اُنتخبت لتمثل الدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا في العام 2018.

إلهان عمر

وتعد إلهان عمر، من أوائل المسلمات المحجبات اللواتي تم انتخابهن في الكونغرس، وشكل نجاحها علامة فارقة في تاريخ السياسة الأمريكية، وباتت من أبرز الأصوات التقدمية في الحزب الديمقراطي، حيث تركز على قضايا: العدالة الاجتماعية، وحقوق المرأة، والمساواة الاقتصادية.

سطع نجم إلهان عمر، كواحدة من أبرز الساسة المدافعين البارزين عن حقوق الفلسطينيين، وهو ما وضعها أمام سيل من الهجمات من بعض الأوساط السياسية والإعلامية المؤيدة لإسرائيل.

وتركز "عمر" بشكل واسع في وسائل التواصل الاجتماعي على القضايا التي تهم المجتمع الأمريكي من أصول عربية وإسلامية.

داليا العقيدي

على الجهة المقابلة، تعد داليا العقيدي، المولودة لعائلة فنية في  بغداد  العام 1968، صوتًا جمهوريًا على الساحة السياسية في مينيسوتا.

وسافرت "العقيدي" إلى الولايات المتحدة، وعملت في المحطات والبرامج الإخبارية، وعادت إلى العراق بعد سقوط بغداد 2003، وكانت مراسلة من البيت الأبيض، مثلما عملت في تقديم البرامج السياسية، ثم اتجهت بعد ذلك إلى تقديم البرامج الفنية التي تتناول موضوعات التراث الفني العراقي.

داليا العقيدي

وعلى الرغم من أنها قد لا تحظى بشهرة كبيرة مثل إلهان عمر، إلا أن مواقفها السياسية تجذب انتباه العديد من الناخبين الذين يبحثون عن بديل محافظ في الولاية.

وتتبنى داليا العقيدي مواقف محافظة تُركز على القيم التقليدية، كالأمن القومي، وسياسات السوق الحرة، مثلما تُعبر عن قلقها من قضايا الهجرة، وتؤكد دعمها لأمن إسرائيل.

وتقول مؤسسة "بروكينغز" للأبحاث، إن هذا التباين في المواقف ينعكس في طريقة تغطية أخبار المرشحتين في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ تحظى إلهان عمر بتغطية واسعة من قِبل وسائل الإعلام التقدمية، بينما تُعطي وسائل الإعلام المحافظة اهتمامًا أكبر لداليا العقيدي.

أما شبكة "CNN"، فتؤكد أن عمر والعقيدي تُظهران كيف يمكن للأصول المشتركة أن تخلق مسارات سياسية متنوعة، مشيرة إلى أن تنافسهما يعكس أيضًا التحديات والفرص التي تواجه المجتمعات العربية في سياق الانتخابات الأمريكية.

الموقف من إسرائيل

تتنقد إلهان عمر السياسات الإسرائيلية، خاصةً تلك المتعلقة بالاحتلال للأراضي الفلسطينية، وترى أن هذه السياسات تُساهم في تفاقم معاناة الفلسطينيين.

وتهاجم "عمر" باستمرار الحرب الدائرة في غزة، وتطالب بإطلاق نار فوري، مثلما تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائيل كوسيلة للضغط من أجل وقف الحرب، وتحسين حقوق الإنسان.

كما نددت عمر باستمرار بالعنف الذي تُمارسه كل من القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية، وتدعو إلى زيادة المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المتضررين من النزاع، وتؤكد ضرورة توفير الدعم للمدنيين في غزة.

ولا تقف تصريحات "عمر" ضد  إسرائيل عند حرب غزة، بل تمتد إلى سنوات طويلة، إذ سبق أن وجهت انتقادات رآها البعض "معاداة للسامية"، ورغم اعتذارها، تعرضت للطرد من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب العام 2023.

أخبار ذات علاقة

 النائبة الديمقراطية إلهان عمر

من هي إلهان عمر التي هاجمها ترامب وما تأثيرها في الانتخابات الأمريكية؟

 أما العقيدي، فتؤكد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، خاصة تلك التي تنفذها الفصائل الفلسطينية مثل حماس، وترى أنه من واجب الدولة حماية مواطنيها من التهديدات الأمنية.

وتُندد داليا العقيدي بممارسات الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس، وتعتبرها مسؤولة عن تفاقم الأوضاع في غزة، وتشدد على أن العنف الموجه ضد إسرائيل من قبل تلك الجماعات يجب أن يُدان، مثلما تدعو إلى تعزيز العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، وتؤكد أن دعم الأخيرة يُعد استثمارًا في الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

وسبق أن زارت داليا العقيدي إسرائيل بعد اندلاع الحرب في غزة، وقالت إنها ذهبت "للتضامن مع الشعب اليهودي" ضد حركة حماس.

وشنّت "العقيدي" هجومًا على منافستها إلهان عمر، وقالت إنها "المشرع رقم واحد المعادي للسامية في الولايات المتحدة"، كما رأت أن هتاف "فلسطين حرة من النهر إلى البحر، دعوة إلى الإبادة الجماعية".

تباينات أخرى

وتعد الهجرة، ملفًا بارزًا تتباين فيه آراء المرشحتين، إذ إن إلهان عمر تُعد من المدافعين البارزين عن حقوق المهاجرين واللاجئين، حيث تدعو إلى تحسين نظام  الهجرة، وتسهيل الوصول إلى الخدمات الأساسية للمهاجرين، بينما تميل العقيدي إلى التركيز على الأمن القومي والحدود.

ورغم أن العقيدي لا تتبنى سياسات معادية للهجرة، إلا أنها تؤيد سياسات أكثر تشددًا في التعامل مع المهاجرين، وتؤكد أهمية السيطرة على الحدود.

وتؤكد إلهان عمر على حقوق المهاجرين كجزء من حقوق الإنسان العامة، وتنتقد السياسات القاسية مثل عمليات الترحيل الجماعية، وتفكيك الأسر، وترى أن هذه الممارسات تُعد انتهاكًا لحقوق الإنسان، في حين أن العقيدي قد تتغاضى عن بعض الحقوق الإنسانية، إذا اعتبرت أنها تتعارض مع الأمن.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC