تلاحق الحمى الشوكية أو ما يعرف بـ"التهاب السحايا"، الأطفال في قطاع غزة في ظل سوء ظروف حياتهم المعيشية مع استمرار الحرب لقرابة العامين وسوء ظروف النزوح.
وحسب مصادر طبية في غزة، فإنه تم تسجيل رقم قياسي في حالات الحمى الشوكية بين الأطفال، الأمر الذي اعتبرته "كارثة صحية"، خاصة أن جميع الحالات وصلت بأرقام خلايا مرتفعة تدل على أن الإصابة من النوع البكتيري.
ومن أعراض هذه الحمى ارتفاع في درجة الحرارة، والصداع الحاد والقيء المتواصل وتيبس بالرقبة، والحساسية الشديدة للضوء، والتغير في مستوى الوعي والتركيز، ويتم علاجه حسب سبب الإصابة وعن طريق المضادات الحيوية في الوريد.
وقال مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة محمد أبو عفش، إن "هناك مخاوف من انتشار مرض الحمى الشوكية بين الأطفال، خاصة في ظل الظروف الصحية والبيئية الصعبة التي يعيشها السكان في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح".
وأوضح أبو عفش لـ"إرم نيوز"، أن "تفشي هذا النوع من الحمى في قطاع غزة يعود لسببين رئيسين؛ الأول سوء الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الأطفال في مراكز النزوح والإيواء، خاصة البيئية والصحية منها".
وبين أن "السبب الثاني يتمثل في انهيار المنظومة الصحية والوضع الصعب الذي تعاني منه المراكز الطبية، ما يزيد من فرص تفشي الأمراض، خاصة في ظل عدم توفر الأدوية اللازمة والمضادات الحيوية".
وأضاف أبو عفش، أن "تفشي الحمى الشوكية سيكون سببًا في تحمل المنظومة الصحية أعباءً لا يمكن لها تحملها في الوضع الحالي"، مرجحًا أن تزداد الحالات المصابة بالحمى خلال الأيام المقبلة في حال لم يكن هناك تحرك طبي عاجل.
وشدد على ضرورة وجود نظام صرف صحي ملائم بمناطق النزوح والمخيمات، وتوفير المياه النظيفة والصحية الصالحة للشرب والاستخدام الآدمي"، متابعًا: "نحتاج بشكل عاجل للمضادات الحيوية والمقويات الطبية والفيتامينات لتعزيز مناعة الأطفال".
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة خليل الدقران، إن "الجهات المختصة في القطاع رصدت 35 حالة من الأطفال مصابة بالحمى الشوكية"، لافتًا إلى أن الوزارة بدأت مع المؤسسات الطبية الدولية حصر الإصابات.
وأوضح الدقران لـ"إرم نيوز"، أن "الجهات الطبية تجد صعوبة في التعامل مع المرض، الذي يأتي في مراحل خطيرة، وعلى إثر انتشار أنواع من البكتيريا لم تكن موجودة في قطاع غزة".
وأضاف أن "استمرار الوضع الصحي على ما هو عليه في القطاع سيكون سببًا في تفشي المرض بين فئة الأطفال الذين يواجهون مخاطر صحية وبيئية غير مسبوقة، ويمكن أن تزداد أعداد الحالات المصابة بينهم بمختلف الأمراض خاصة الحمى الشوكية".
ولفت الدقران، إلى أن "الوزارة وبالتعاون مع الشركاء تداركت كارثة انتشار مرض شلل الأطفال عبر التطعيم المبكر؛ لكنها قد تعجز أمام الأنواع الجديدة من الأمراض في حال استمر الحصار الإسرائيلي المشدد والاستهداف للقطاع الطبي".