كشفت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومن خلال دراسة بحثية أعدها "معهد ياكين"، شكّكت في تقديرات الجيش الإسرائيلي المتعلقة بتكلفة إنشاء مدينة إنسانية جنوب قطاع غزة، معتبرة أن التكلفة الحقيقية أقل بكثير مما يروّج له الجيش.
وبحسب التقرير، يقدّر الجيش الإسرائيلي أن إقامة "مدينة إنسانية" في منطقة رفح، تستوعب مئات الآلاف من النازحين من سكان غزة، ستتطلب ميزانية تصل إلى 6 مليارات دولار.
إلا أن الدراسة الصادرة عن معهد ياكين، بالتعاون مع دوائر في إدارة ترامب، تشير إلى أن التكلفة الفعلية لن تتجاوز 100 مليون دولار.
تفاصيل الدراسة ومبادئ التخطيط
اعتمدت الدراسة على تجارب سابقة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى في إدارة مخيمات وملاجئ إنسانية، وارتكزت على عدد من المبادئ الأساسية، منها: الإنشاء السريع والقابلية للتوسعة في وقت وجيز، وتوفير مستوى معيشة لا يقل عن المتاح حاليًا في ملاجئ قطاع غزة، والاستغناء عن المعايير التي ترفع التكاليف مثل استخدام مواد بناء متينة أو تخطيط طويل الأمد.
وأوضحت الوثيقة أن المجمع المخطط سيشمل خيمة سكن عائلية لكل أسرة، وخيمة طعام جماعي، ومرافق لتلبية الاحتياجات الأساسية من النظافة والمياه، بحيث يُمنح كل شخص حصته اليومية من المياه.
موقع المشروع والتقديرات الفعلية
تُشير الدراسة إلى أن المنطقة الواقعة جنوب محور "موراغ" تحتوي على مساحات واسعة من الكثبان الرملية والأراضي الزراعية والدفيئات، ما يجعلها ملائمة لإنشاء المجمع دون الحاجة إلى عمليات تجريف أو هدم مكلفة.
وأضاف المعهد أن أحد العوامل التي تُضخم التقديرات الإسرائيلية هو إدراج تكاليف مستمرة مثل الطعام والماء، وهي بنود يمكن للأمم المتحدة أو منظمات إنسانية أخرى أن تواصل تمويلها كما هو جارٍ في الوقت الراهن.
دعوة للتنفيذ السريع
وأكدت المجموعة الداعمة للخطة، بالتعاون مع مركز ياكين لدراسات السياسات، أن إنشاء "المدينة الإنسانية" لا يتطلب وقتًا طويلًا ولا ميزانية ضخمة، مشددة على أن الظروف الحالية تستدعي تحركًا سريعًا.
ودعت القيادة السياسية في الولايات المتحدة وإسرائيل إلى دراسة الخطة المقدمة بجدية، والعمل على تنفيذها في أقرب وقت، باعتبارها خيارًا عمليًا وإنسانيًا أقل كلفة من المخططات الحالية، وأكثر فاعلية في التعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في جنوب القطاع.