الجيش الإسرائيلي: يمكن لسكان مدينة غزة مغادرة المدينة باتجاه المواصي عبر شارع الرشيد بدون تفتيش
تعد الحدود السورية اللبنانية من أكثر المناطق تعقيداً ووعورة، إذ يبلغ طولها حوالي 375 كيلو متراً، وتتخللها مناطق جبلية وأودية، وتجعل هذه الظروف، من مراقبة الحدود بشكل كامل أمراً صعباً يتطلب قوات كبيرة ومعدات حديثة، ما يؤرق الحكومتين السورية واللبنانية.
ومنذ أن سيطرت إدارة العمليات العسكرية على دمشق، شهدت الحدود السورية اللبنانية الكثير من عمليات التهريب والتسلل والاشتباكات، كما ضبط الجانب السوري شحنة أسلحة مهربة للبنان تتضمن بنادق وصواريخ وذخائر.
وثمة 6 معابر حدودية بين سوريا ولبنان، هي: العريضة، والدبوسية، وتلكلخ، وجوسية، وجديدة يابوس، ومطربا. أما معابر التهريب غير الشرعية، فكثيرة، وتمر في مناطق جبلية وأودية وعرة وطرق ترابية، يصعب ضبطها.
ويسيطر على المعابر غير الشرعية، سكان المناطق الحدودية بين الجانبين، ويعمل معظمهم بالتهريب، كما تشهد تلك المناطق اشتباكات بين مجموعات نقل البضائع بين الحدود، ما يضطر السلطات المحلية للتدخل.
وتظهر إدارة العمليات العسكرية بدمشق، بعد أكثر من شهر ونصف من سقوط النظام وتحرير دمشق، مشغولة بملفات أمنية وسياسية ملحة، تتطلب قوات إضافية، لن تتمكن من توفيرها قبل الانتهاء من بناء الجيش الجديد، وتجهيز قوات شرطة الحدود، ما يجعل الجزء الأكبر من مهمة الضبط تقع على الجيش اللبناني.
وقال الباحث السياسي عصام عزوز لـ"إرم نيوز"، إن "مشكلة السيطرة الكاملة على الحدود اللبنانية السورية، قديمة. فالمعابر غير الشرعية، صعبة الضبط منذ سنوات طويلة، وقد تفاقم ذلك في هذه المرحلة".
وكان ملف الحدود السورية اللبنانية ومكافحة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، في سلم أولويات اللقاء الذي جمع قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع، ورئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي، إذ أكد الطرفان أهمية المعالجة السريعة لملف المعابر غير الشرعية والتعاون في ضبطها. لكن من الواضح أن ذلك يتطلب وقتاً وإمكانات كبيرة.
وقال المحلل السياسي مازن بلال، إنه "من الطبيعي أن تقع اشتباكات بين قوات أمن الحدود ومجموعات المهربين، الذين يعيشون من وراء نقل البضاعة بين لبنان والشام، ولا يناسبهم ضبط الحدود، لكن الجانب اللبناني يتحمل العبء الأكبر في هذه المرحلة".
وأضاف بلال لـ"إرم نيوز"، أن "تعامل السكان مع التهريب كمورد للعيش، يزيد من صعوبة ضبط الحدود والمعابر غير الشرعية. ورأى أنه من الصعب إغلاق حدود تمتد 375 كيلو متراً، بقوات لن يتعاون معها السكان".
وخلال الأيام الماضية، حصلت اشتباكات على المنطقة الحدودية بالزبداني السورية، بين مهربين وقوات الأمن اللبنانية، ما اضطر إدارة العمليات العسكرية بدمشق، إلى إرسال قوات لتعزيز الأمن في المنطقة.
ومنذ لقاء قائد العمليات العسكرية أحمد الشرع، مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي أثناء زيارته لدمشق، يعقد الجانبان الأمنيان السوري واللبناني، اجتماعات مكثفة لمعالجة ملف الحدود والتنسيق فيما بينهما.
ويعتقد المحلل بلال، أن ملف ضبط الحدود بين لبنان وسوريا، يتطلب وقتاً، ولن يتم إنجازه بشكل كامل، قبل تمكن إدارة العمليات العسكرية من إنجاز ملف بناء الجيش، وتشكيل قوات الأمن السورية.
