قررت إسرائيل التحرك نحو وقف إطلاق النار في لبنان، رغم ليلة عاصفة من المفاوضات التي شهدت تصعيدًا في المواجهات والضربات بين الجانبين؛ ما دفع واشنطن إلى توجيه تحذيرات لكل من تل أبيب وحزب الله.
وكشفت "القناة الـ 12" العبرية عن النتائج التي توصل إليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد مناقشات محدودة أجراها مع عدد من كبار الوزراء والقيادات الأمنية.
ونقلت القناة عن مصدر إسرائيلي قوله إنه، رغم وجود قضايا عالقة، إلا أن الإعلان عن اتفاق قد يكون ممكنًا خلال الأيام المقبلة.
وأشار المصدر إلى أن النقاشات الأخيرة بين نتنياهو وفريقه أظهرت استمرار الأجواء الإيجابية التي سادت في تل أبيب خلال الأيام الماضية بشأن احتمالية التوصل إلى اتفاق قريب. ومع ذلك، لفت إلى أن وتيرة القتال بين الجانبين تزداد مع اقتراب إتمام الاتفاق.
ومن المقرر أن يصل، اليوم الاثنين، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط، دان شابيرو، إلى تل أبيب، حيث سيلتقي شابيرو بوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ومسؤولين إسرائيليين آخرين، وستركز المباحثات على معالجة المخاوف الإسرائيلية المتعلقة ببند "حرية عمل الجيش الإسرائيلي" في حال حدوث انتهاك للاتفاق من قبل حزب الله.
وأكدت إسرائيل، مجددًا، خلال مفاوضات الأيام الأخيرة، أنها لن تتنازل عن حقها في تنفيذ عمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية لفرض وقف إطلاق النار وضمان التزام حزب الله بالاتفاق.
وذكرت "القناة الـ12" أن هذا المطلب كان من أبرز نقاط الخلاف بين الجانبين، وقد اقترحت واشنطن حلولًا توافقية ترضي كلًّا من بيروت وتل أبيب، يبدو أنها نالت قبول الطرفين.
وأضافت القناة أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن المتوقع أن يحصل نتنياهو على موافقة المجلس الوزاري السياسي-الأمني للتنفيذ الفوري. وأكدت أن القرار النهائي يعتمد على نتنياهو نفسه، فإذا أراد إنهاء القتال، سيتم تنفيذ الاتفاق.
وعلى الصعيد الميداني، شهد أمس نحو 250 عملية إطلاق صواريخ نفذها حزب الله باتجاه عشرات المستوطنات في شمال ووسط إسرائيل؛ ما دفع الآلاف من الإسرائيليين إلى الملاجئ في ظل أجواء طقس صعبة، حيث تتوقع تل أبيب أن يقوم حزب الله بتصعيد هجماته مع اقتراب المفاوضات من نهايتها.
في المقابل، كثف الجيش الإسرائيلي هجماته على لبنان، بما في ذلك بيروت، ضمن سلسلة عمليات واسعة النطاق.
وأشارت القناة إلى أن حزب الله يسعى في الأيام الأخيرة إلى "تعزيز موقفه" وتغيير المعادلة لصالحه قبل إنهاء القتال.
وفي حال فشل المفاوضات، تتوقع القناة أن يوسع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية، بما يشمل ضواحي مدينة صور. وأكدت أن المفاوضين اللبنانيين والأطراف المنخرطة يدركون جيدًا هذا الاحتمال.