الدبيبة يؤكد مصرع الحداد و3 مسؤولين عسكريين ومصور صحفي
أثارت استقالة الأمين العام لـ"الاتحاد العام التونسي للشغل"، نور الدين الطبوبي، اليوم الثلاثاء، تساؤلات حول ما إذا كانت ستقود إلى إنهاء الأزمة التي تعرفها النقابة منذ سنوات.
ويشهد الاتحاد أزمة داخلية حادّة منذ العام 2020، بعد تعديل الفصل 20 من النظام الداخلي بشكل يتيح للطبوبي وبقية أعضاء المكتب التنفيذي إمكانية الترشح لأكثر من دورتين.
ودخل الاتحاد في أزمة حادّة مع السلطات، وأعلن قبل أيام عن إضراب عام وطني سينفذه في يناير/كانون الثاني المقبل، في خطوة ستشلّ مرافق حيوية مثل النقل والتعليم والصحّة.
وقال الخبير في الحماية الاجتماعية، بدر السماوي، إنّ: "استقالة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، ستمرّ بإجراءات منصوص عليها في النظام الداخلي من أجل تفعيلها ووجب على المكتب التنفيذي الاطلاع عليها وفهمها لتقييم مدى جديتها".
وتابع السماوي في تصريح خاص لـ"إرم نيوز" "وينص الفصل 219 على ما يلي، إذا تقدم مسؤول نقابي من أعضاء المكاتب التنفيذية للهياكل الوطنية والقطاعية والجهوية وهيئات الرقابة باستقالته كتابياً من المسؤولية النقابية يقع استدعاؤه وجوباً برسالة مضمونة الوصول من قبل الأمين العام المساعد المسؤول عن النظام الداخلي في أجل لا يتجاوز 15 يوماً وإذا تعذر حضوره يمدد هذا الأجل ب 15 يومًا أخرى، للتثبت والتحري في أسباب تقديم الاستقالة وصحتها".
وأوضح "بعد التحري والتأكد من تمسك المعني بالأمر بالاستقالة توجه الاستقالة إلى قسم النظام الداخلي مرفقة بتقرير في الغرض، وفي هذه الحالة يجب إعلام المعني بالأمر بالقرار المتخذ في شأنه في اجل أقصاه 3 أشهر، وللمعني بالأمر حق التراجع في الاستقالة قبل فوات الآجال المضبوطة أي ثلاثة أشهر".
وشدد على أنّ "هذه الاستقالة لن تنهي الأزمة بل ستعمقها ويمكن القول أيضاً إن الأمين العام رمى الكرة في مرمى الشقين المتخاصمين بعد أن تعذر عليه إيجاد صيغة توافقية، بينما رفضت جماعة العشرة تثبيت موعد المؤتمر العام في مارس/أذار 2026، بدعوى عدم قانونيته، اشترطت مجموعة الخمسة تضمين موعد المؤتمر للموافقة على تاريخ الإضراب العام وسيتواصل الصراع بين الشقين بعيداً عن شواغل القواعد".

من جانبه، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، صهيب المزريقي، أنّ: "الاتحاد العام التونسي للشغل في ذروة الأزمة النقابية الداخلية وخاصة الأطراف السياسية المتصارعة داخله منذ مؤتمر الفصل 20 وما تبعه من خلافات حادة أدت إلى جملة من الاستقالات وآخرها أنور بن قدور ونور الدين طبوبي".
وبين المزريقي، في تصريح لـ "إرم نيوز"، أن "هذه الاستقالة تحمل في طياتها أبعاداً كثيرة، منها عدم استمرارية عمل المكتب التنفيذي الحالي والعطالة النقابية، ومركزية الصراع وهو ما سيحيلنا على التساؤل هل تمثل الاستقالة هروباً إلى الأمام والقفز التعسفي على المشاغل الداخلية أم أنها نقطة بداية نحو إعادة هيكلة داخلية للاتحاد تراعى فيها مصلحة الاتحاد كمنظمة وحقوق الطبقة الشغيلة؟".
وختم المزريقي "اللحظة اليوم داخل الاتحاد تستوجب العودة لنقطة بداية الاتحاد والتشبث بأهدافه التي قام عليها والنأي بنفسه عن كل أشكال العمل الحزبي، لأن من مصلحة تونس والطبقة الشغيلة أن يكون هناك اتحاد قوي يدافع عن منظوريه وفق منطق وطني اجتماعي بحت".