حزب الله: تحرك مجلس الوزراء اللبناني بشأن خطة الجيش فرصة للعودة إلى الحكمة والتعقل
في ظل التصعيد العسكري المتواصل على الجبهتين الشرقية والشمالية لأوكرانيا، حذر الجنرال الأوكراني المتقاعد إيغور رومانينكو من تفاقم الوضع الميداني، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية باتت تواجه "ظروفًا بالغة الصعوبة" أمام التقدم الروسي السريع.
وأوضح رومانينكو أن القوات الأوكرانية تواجه ضغوطًا كبيرة في محور نوفوبافلوفسكوي باتجاه دنيبروبتروفسك، وفي منطقة سومي، حيث تدور معارك عنيفة دون تفاصيل واضحة حول النقاط الساخنة.
ووصف الجنرال المتقاعد الاشتباكات الجارية قرب كوبيانسك وكوبيانسك-أوزلوفويي في منطقة خاركوف بأنها "الأعنف"، مشيرًا أيضًا إلى الوضع المعقد في اتجاه ليمانسك داخل الأراضي التي تسيطر عليها كييف في جمهورية دونيتسك الانفصالية، حيث تعاني القوات الأوكرانية من نقص في الدعم العسكري اللازم.
وكانت القوات الأوكرانية قد أعلنت، في ديسمبر/ كانون الثاني 2024، انسحابها من منطقتي أوسبينيفكا وترودوف في دونيتسك تفاديًا لخطر الحصار الروسي، ما اعتُبر مؤشرًا على تراجع ميداني في بعض المحاور.
في المقابل، أعلنت موسكو عن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع كييف، شرط أن تستند إلى الاتفاقات السابقة، وأن تكون روسيا طرفًا فاعلًا في صياغة أي مقترحات للسلام.
أكد خبراء عسكريون أن تصريحات الجنرال الأوكراني المتقاعد إيغور رومانينكو بشأن صعوبة الأوضاع الميدانية تعكس تعقيد الواقع على الأرض، لكنها لا تعني بالضرورة أن كييف على وشك الانسحاب أو الاستسلام. وأشاروا إلى أن القيادة الأوكرانية لا تزال تراهن على استراتيجية الصمود واستنزاف القدرات الروسية على المدى الطويل.
وفي تصريحات خاصة لموقع "إرم نيوز"، أوضح الخبراء أن موسكو حققت تقدمًا ميدانيًا محدودًا خلال العام 2024، لكنه جاء بكلفة بشرية باهظة. وتُقدّر الخسائر الروسية بنحو 102 جندي مقابل كل كيلومتر مربع تمت السيطرة عليه.
وأكدوا أن وتيرة الحرب والتكلفة المرتفعة للتقدم الروسي ستؤثر بشكل مباشر على أي مفاوضات محتملة، حيث يُتوقع أن تتمسك كييف بمواقفها الرافضة لتقديم تنازلات، مستندة إلى ثقتها في قدرتها على الصمود والدعم المستمر من الغرب.
ويقول إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، إن الوضع الميداني صعب بالفعل، لكنه لا يصل إلى مستوى الهزيمة، مشيرا إلى أن التقدم الروسي، رغم تحقيقه بعض النجاحات، يسير بوتيرة بطيئة للغاية، لدرجة أنه في حال استمر على هذا النحو، فقد تستغرق روسيا نحو 200 عام لبسط سيطرتها الكاملة على الأراضي الأوكرانية.
وأشار يواس لـ"إرم نيوز" إلى أن القوات الروسية تمكنت خلال عام 2024، من السيطرة على 4,168 كيلومترًا مربعًا، شملت في الغالب أراضي زراعية ومستوطنات صغيرة داخل أوكرانيا، وفي الوقت نفسه خسرت أكثر من 420 ألف جندي.
وأضاف، أنه بحسب تقديرات معهد دراسة الحرب، فإن روسيا تدفع ثمنا بشريا باهظا، إذ يقتل ما يقرب من 102 جندي روسي مقابل كل كيلومتر مربع من الأراضي التي تستولي عليها.
وشدد مستشار مركز السياسات الخارجية الأوكراني، على أن هذه المعطيات تخلق أساسًا لتوقعات إيجابية في الجانب الأوكراني، وهو ما سينعكس على موقف كييف في أي مفاوضات مستقبلية، لا سيما فيما يتعلق بعدم تقديم تنازلات.
وأوضح إيفان يواس، أن روسيا، رغم سعيها لتحقيق مكاسب على الأرض، تواجه كلفة بشرية مرتفعة تقلل من فعالية استراتيجيتها على المدى الطويل، وهو ما يعزز ثقة أوكرانيا بصمودها ويمنحها أوراق قوة إضافية في أي حوار مرتقب، فالمعادلة لم تعد مرتبطة بالأرض فقط، بل بمدى قدرة كل طرف على تحمل الاستنزاف المتواصل.
من جانبه، أكد بسام البني، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، أن الوضع الميداني للقوات الأوكرانية صعب للغاية، بصرف النظر عما إذا كان الجنرال المتقاعد إيغور رومانينكو قد أقر بذلك أم لا، مشددًا على استمرار روسيا في تنفيذ أهدافها العسكرية التي بدأت عام 2022.
وفي حديث لـ"إرم نيوز"، أوضح البني أن المفاوضات الحالية تركز على آلية وقف إطلاق النار ومن سيشرف على مراقبته، إضافة إلى قضية السماح بتسليم الأسلحة إلى كييف خلال فترة الهدنة، مؤكداً ضرورة الأخذ بهذه النقاط بعين الاعتبار.
وأشار إلى أن مسار المفاوضات يبدو متوافقًا مع مصالح روسيا، مستدلاً برفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بفرض عقوبات أمريكية جديدة على موسكو، حين قال: "أنا الرئيس، وأقرر متى أفرض العقوبات ومتى لا أفرضها"، مما قلل من تأثير طلبات زيلينسكي.
ونوه البني بأن اتصال ترامب مع القادة الأوروبيين بعد محادثته مع بوتين يشير إلى قراره بتجميد الموقف الأوروبي، أو كما وصفه، "وضعهم في الثلاجة".
وأضاف المحلل السياسي أن روسيا ترحب بعودة أوكرانيا إلى "حضنها"، لكنها تبقي كل الخيارات مفتوحة، ولا يمكن التنبؤ ما إذا كانت المفاوضات ستفضي إلى اتفاق شامل أم لا.
وختم بسام البني بأن الحسم العسكري قد يكون حلاً مؤقتًا، لكنه لن يمثل النهاية، حيث تبقى التسوية السياسية الشاملة الخيار الوحيد لإنهاء الأزمة.