أثار تكثيف الجيش الإسرائيلي لعملياته العسكرية وسط قطاع غزة، بالتزامن مع التقدم غير المسبوق في مفاوضات التهدئة التي يديرها الوسطاء بين إسرائيل وحركة حماس، تساؤلات حول أسباب هذا التصعيد.
وكثف الجيش الإسرائيلي عمليات الضغط العسكرية على وسط القطاع خلال الأيام الماضية، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات السكان والنازحين، كما أصدر الجيش أوامر إخلاء لبعض الأحياء بمخيم البريج.
ويرى الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، أن "العمليات الإسرائيلية المكثفة بوسط القطاع تأتي بهدف استخدامها كورقة ضغط زيادة على حماس وجناحها المسلح لتقديم أكبر قدر ممكن من التنازلات خلال المفاوضات، خاصة مع اقتراب التوصل لاتفاق".
وقال الشرقاوي، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تعمل على رفع وتيرة العمليات في إطار لا يؤدي إلى بدء عملية عسكرية واسعة النطاق بالقطاع"، مبينًا أنه رغم إصدار أوامر الإخلاء إلا أن الجيش لم يتحرك وسط غزة.
وبين أن "الضغط العسكري الإسرائيلي مكّن حكومة بنيامين نتنياهو من التوصل لأفضل اتفاق من وجهة نظرها"، مبينًا أن التلويح بشن عملية عسكرية بوسط القطاع، على غرار رفح وشمال غزة، سيؤثر على قرار الحركة بمفاوضات التهدئة.
وأشار الشرقاوي إلى أن "حماس معنية بعدم بدء الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة بوسط القطاع، على اعتبار أن هذه المناطق ستكون نقطة انطلاقها والمركز الرئيس لغزة خلال الفترة المقبلة"، مشددًا على أن ذلك ما سيدفعها للتجاوب مع جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين.
يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "التحركات العسكرية الإسرائيلية بوسط القطاع تأتي في إطار الاستعداد لاحتمالية فشل مفاوضات التهدئة مع حماس، وعدم التوصل لاتفاق تهدئة"، مبينًا أن ذلك سيدفع إسرائيل نحو بدء عملية عسكرية جديدة بالقطاع.
وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إنه "من المستبعد أن تواصل إسرائيل حربها في غزة بدون أهداف، والأمر الوحيد الذي يمكنها من ذلك في الوقت الحالي هو العمل على اجتياح وسط القطاع، وتحديدًا مخيماته"، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستكون في مناطق النصيرات والبريج.
وأضاف أن ذلك "سيتم في حال انهيار مفاوضات التهدئة، بحيث ستمتلك إسرائيل في حينه ذريعة تعطيل حماس لصفقة الإفراج عن الرهائن، لتطلب من الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، الضوء الأخضر للمضي قدمًا في الحرب".
وتابع: "في هذه الحالة سيكون ترامب مضطرًا لتنفيذ وعوده المتعلقة بتحويل الشرق الأوسط لجحيم في حال لم يتم التوصل لاتفاق تهدئة قبل وصوله إلى البيت الأبيض"، مشددًا على ضرورة أن تتجاوب حماس مع الجهود الإقليمية للتهدئة.
وأكد صباغ أن "إسرائيل وحماس لديهما مصلحة في الوقت الحالي للتوصل لاتفاق مرحلي، وهو ما دفع الجانبين لتقديم التنازلات الجوهرية"، مشيرًا إلى أنه من الصعب على الطرفين أن يسمحا بانهيار الاتفاق المرتقب، وفق تقديره.