logo
العالم العربي

ترميم وافتتاح فروع.. ما رسائل "حزب الله" من تنشيط "القرض الحسن"؟

ترميم وافتتاح فروع.. ما رسائل "حزب الله" من تنشيط "القرض الحسن"؟
جمعية القرض الحسن في بيروتالمصدر: AP
28 مايو 2025، 6:31 ص

حدد خبراء لبنانيون مجموعة من الرسائل وراء تنشيط ميليشيا حزب الله لجمعية "القرض الحسن" التي تعد ذراعها المالية، من أبرزها التأكيد على أنها حاضرة في قلب بيئتها الحاضنة، وأنها لن تستسلم أمام خطة إعلاء مؤسسات الدولة اللبنانية.

وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن من رسائل الميليشيا اللبنانية من إعادة افتتاح وترميم فروع "القرض الحسن" التي قصفتها إسرائيل منذ 9 أشهر، أنها بكامل عافيتها، وأن ما تعرضت له من ضربات لن يؤثر على سلوكها ودورها وحضورها في بيئتها ومجتمعها.

وكان مركز "ألما" الإسرائيلي قد أفاد مؤخرا بأن ميليشيا حزب الله أعادت تأهيل وافتتاح مجموعة من فروع "القرض الحسن"، وعلى رأسها الفرع المركزي في حي زقاق البلاط بالعاصمة بيروت، الذي كان ضمن عشرات الفروع التي استهدفها الطيران الإسرائيلي في 21 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلال عدوانه على لبنان.

أخبار ذات علاقة

أحد مقرات مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله

خاص- "حزب الله" سيعيد عمل "القرض الحسن" بشكل قانوني

استعادة الأنفاس

يقول المحلل السياسي اللبناني قاسم يوسف، إن "حزب الله" يحاول إعادة إنتاج كل منظومته الأمنية والعسكرية والاجتماعية والسياسية في لبنان بعد تعرضها لضربات هائلة في المرحلة الماضية، وأشدها اغتيال الأمين العام السابق حسن نصر الله.

وبيّن يوسف في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن على رأس هذه الاهتمامات إعادة إحياء جمعية "القرض الحسن" وافتتاح فروع جديدة، لأنها صلة الوصل المباشرة بينه وبين محيطه، في ظل ارتباط الآلاف الذين ينتمون لبيئته الحاضنة بهذه الجمعية بشكل أو آخر، وحصلوا منها على قروض ووضعوا فيها ودائع من الذهب وغيره.

أحد مقرات مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله

وتابع يوسف أنه لا إمكانية أمام ميليشيا حزب الله إلا الذهاب لهذا الخيار، لاسيما في ظل ما تعانيه بيئتها الحاضنة من أزمة حادة، خاصة بعد أن تعرضت بيوتهم ومناطقهم لاستهدافات إسرائيلية عنيفة في المرحلة الماضية، وانعدام وجود أي تمويل بالداخل أو من الجهات المانحة بالخارج، مما جعل التنظيم ملزما بإعادة إنتاج تلك المؤسسات.

ويعتقد يوسف أنه في هذا الإطار سيصطدم "حزب الله" عاجلا أم آجلا بالدولة اللبنانية؛ لأن جمعية "القرض الحسن" غير مرخصة وتعمل بشكل غير قانوني، وعندما يحين فتح هذا الملف من قبل مصرف لبنان سيلجأ الأخير إلى إجراءات معينة بضغط دولي كبير لمنع ميليشيا حزب الله من الذهاب بعيدا فيما يشبه بمصرف غير شرعي.

وأضاف، أن "حزب الله" يتعامل حاليا مع أمر واقع قائم ويحاول استعادة أنفاسه بعد الضربات الكبيرة، مرجحا أنه في المدى الراهن المنظور سيركز التنظيم بشكل مباشر على هذه الجمعيات التي لها طابع اجتماعي، حيث تعتبر مفتاح علاقته مع البيئة الحاضنة، وبالتالي سيعيد إنعاش هذه المؤسسات وافتتاح فروع أخرى.

فروع جمعية "القرض الحسن" التابعة لحزب الله بعد قصفه

وأردف أن تركيز "حزب الله" على إنعاش تلك المؤسسات مهم له، خصوصا قبل الانتخابات النيابية المنتظرة بعد عام من الآن، في ظل خيارات مفتوحة مع هذا الأمر أمام لبنان والمجتمع الدولي.

واستدرك، أن ما كان لا يصح في السابق لن يكون مقبولا به الآن أو في المستقبل، وجمعية "القرض الحسن" تحديدا لن تكون بمنأى عن تحرك الدولة اللبنانية والوزارات المعنية ومصرف لبنان وأيضا الدول التي تستهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم.

أخبار ذات علاقة

أحد مقرات مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله

الجيش الإسرائيلي: قصفنا نحو 30 هدفًا لجمعية القرض الحسن في لبنان

ترتيب أوراق

فيما يؤكد الباحث السياسي شاكر داموني، أن هناك رسائل عدة من ميليشيا "حزب الله" في إعادة تأهيل فروع "القرض الحسن"،  أبرزها أنها حاضرة على الأرض في مناطقها داخل لبنان، وأنها لن تستسلم أمام محاولات إعلاء مؤسسات الدولة اللبنانية، وأنها تعيد ترتيب أوراقها للتعامل مع المرحلة المقبلة بحسب المتغيرات الأخيرة.

وأضاف داموني في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "القرض الحسن" ليس فقط البنك المركزي لميليشيا "حزب الله"، ولكنه حصن أمان ليظل قائدا لحاضنتها الشعبية؛ لأنه مع الضربات الماضية من إسرائيل وما فقدته اقتصاديا من جهة في الداخل ومن جهة أخرى، انعدام مصادر التمويل الخارجية، لم تجد لها ملاذا سواء للإنفاق على أسر وعائلات عناصرها ومن قتلوا منهم، حيث تعتبر مسؤولة عن تلبية احتياجاتهم المعيشية والمالية، وهم مرتبطون بمصداقيتها في ذلك.

وتابع داموني، أن هذه الفروع مع معاودة نشاطها لن يكون لها أثر في استمرار تحكم الميليشيا اللبنانية في بيئتها الحاضنة فقط، ولكن ضرورة إعادة الدورة المالية الاستثمارية التي سيكون عليها عماد رئيسي في المرحلة المقبلة لحين البحث عن طرق تحصل بها على التمويل الخارجي من مموليها وعلى رأسهم إيران.

وأوضح داموني أن عودة "القرض الحسن" لن يكون بإعادة تأهيل المباني أو فتح فروع أخرى، فهذا عمل ترويجي لما هو أهم من ذلك، وهو إعادة هيكلة عمل ومشروعات المؤسسة، وإعطاء جانب من الأمان سواء لحاضنتها أم المقربين منها شعبيا للفوز بأموالهم واستخدامها خلال أعمال ومشروعات تعطي لها جانبا من التمويل.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC