logo
العالم العربي
خاص

المناورات الأضخم منذ عامين.. إسرائيل تعيد فرض معادلات الردع على الحدود اللبنانية

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع لبنانالمصدر: رويترز

كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة أن تنفيذ الجيش الإسرائيلي أضخم مناورة عسكرية منذ 7 أكتوبر على الحدود اللبنانية، بمشاركة الفرقة 91 التي تضم 3 كتائب مدمجة، خطوة تحمل أبعادًا تتجاوز الطابع التدريبي إلى رسائل سياسية وعسكرية موجهة إلى لبنان والمنطقة.

وأوضحت المصادر، في تصريحات لـ "إرم نيوز"، أن هذه المناورة تأتي بإشراف رئيس الأركان، إيال زامير، الذي يسعى لترسيخ رؤية جديدة لـ الجيش الإسرائيلي تقوم على استيعاب دروس الحرب على غزة ومنع تكرار المفاجآت التي أربكت إسرائيل في بدايتها.

وتزامن التحرك مع تصاعد القلق من حرب استنزاف على الجبهة الشمالية، واستمرار الغموض في ملف غزة، ما يعكس رغبة إسرائيل في إعادة فرض معادلات الردع وتثبيت حضورها العسكري والسياسي في مرحلة تنذر بأنها الأخطر منذ حرب لبنان الثانية.

أخبار ذات علاقة

أفراد من الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان

تحضير أم استعراض.. الجيش الإسرائيلي يبدأ أكبر مناورة منذ 7 أكتوبر على حدود لبنان

دروس مستفادة

وقالت المصادر إن زامير، يملك رؤية جديدة للجيش الإسرائيلي، وكذلك قائد الكتيبة 91 التي هي عبارة عن ثلاث كتائب مدمجة معًا، مهمتها الدفاع عن الحدود الشمالية لإسرائيل.

وأضافت أنه "بعد 7 أكتوبر يجب أن يتم وضع الكثير من الأمور في الحسابات العسكرية، خاصة ما حدث طيلة الفترة الماضية، واستثمار ذلك في تطوير القدرات والمناورات، التي هي نتاج كل ما حدث منذ ذلك التاريخ، خاصة لجهة منع أي مفاجآت كما حدث مع بداية الحرب على قطاع غزة".

وأكدت المصادر أن هذه المناورات تهدف إلى الحد من هذه المفاجآت وتغطية كل الدروس التي تم الاستفادة منها منذ 7 أكتوبر، بما في ذلك إرسال رسالة إلى لبنان وقبول الحل السلمي بالشروط المطروحة، لأن المواجهة العسكرية ستخسر لبنان كثيرًا، وإسرائيل جاهزة لها في أي وقت.

واختتمت المصادر حديثها بالتأكيد على أن هذه المناورات روتينية لكنها لا تخلو من الرسائل، وأهمها أن الموضوع غير منتهٍ، والمشروع الإسرائيلي مستمر حتى الوصول إلى قيام دولة "إسرائيل الكبرى".

عملية معقدة

ورأت مصادر عسكرية لبنانية أن هذه المناورات تأتي في سياق الحفاظ على قوة الردع، وتحسين شروط المفاوضات مع لبنان، وطمأنة الشمال الإسرائيلي، وتعزيز الوضع السياسي الداخلي، إلى جانب التأكيد على عجز حزب الله أمام القوة الإسرائيلية، في ظل استمرار الضربات على لبنان خارج إطار المناورات.

وأضافت المصادر اللبنانية، لـ "إرم نيوز"، أنه رغم عدم انتهاء الوضع وحسمه في غزة، فهي لا تزال عملية معقدة، وقد تم إغلاق معبر رفح لأن رفح تفصل الشمال عن الجنوب، ولم يتم انسحاب القوات الإسرائيلية بعد، ولم تسلّم حماس أسلحتها بعد لشعورها بأنها محاصرة في رفح، وأنها تتعرض لضغط شعبي كبير.

وأوضحت المصادر أن إسرائيل لم تحسم ملف الأسرى بعد، ولم تستلم كامل جثث الرهائن، وكل ما يحدث سواء في غزة أو جنوب لبنان هو خلل بالاتفاقات، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى التصعيد على الجبهتين، والمناورات جزء من هذا التصعيد.

استقرار الجنوب اللبناني

ويرى مصدر خاص من قوات حفظ السلام (اليونيفيل) في جنوب لبنان أن وجود الجنود الإسرائيليين في الأراضي اللبنانية – بما في ذلك في 5 مواقع بنوها وحصنوها، ومناطق أخرى تمنع وصول المدنيين وقوات حفظ السلام – يُشكل تحديًا خطيرًا للتنفيذ الكامل للقرار 1701 ولآفاق الاستقرار على المدى الطويل.

وأضاف المصدر لـ "إرم نيوز" أننا لن نشهد عودة الاستقرار إلا عندما يتمكن المدنيون الذين نزحوا بسبب النزاع من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم، وخلال ذلك تواصل قوات اليونيفيل حثّ الجيش الإسرائيلي على الانسحاب من الأراضي اللبنانية، والسماح للجيش اللبناني بإعادة انتشاره بالكامل، وتنفيذ مهامه الضرورية بموجب القرار 1701.

وأكد المصدر فيما يتعلق بالمناورات أن الجيش الإسرائيلي أرسل لقوات اليونيفيل عن نيته القيام بأنشطة عسكرية، ولكن كانت رسالته من باب العلم بالشيء وليس من باب التنسيق.

أخبار ذات علاقة

جوزيف عون وماركو روبيو

"خلف الأبواب المغلقة".. حوار أمريكي لبناني تمهيداً لفتح مسار تفاوضي مع إسرائيل

تهديد مباشر

واعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني، طوني بولوس، أن هذه المناورات تشكل تهديدًا مباشرًا وتعني أن هناك جولة جديدة من التصعيد تجاه ميليشيا حزب الله في لبنان، ما يؤكد المعلومات التي تلقتها الدولة اللبنانية بأنه إذا لم يتم سحب سلاح حزب الله، فإن إسرائيل مستعدة لذلك بالقوة.

وأضاف بولوس لـ "إرم نيوز" أن هذه المناورات تأتي في إطار الاستعداد الإسرائيلي لسحب سلاح حزب الله بالقوة، مشيرًا إلى أن الرئيس اللبناني أعلن استعداده بدوره لبدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل وحل الموضوع من الجانب اللبناني.

وأوضح أنه مع فشل الدولة اللبنانية إلى الآن في سحب السلاح وتعثر ذلك واقتراب انقضاء المهلة الزمنية، كل ذلك يؤكد أن إسرائيل تستعد لجولة جديدة من التصعيد والدخول بالقوة إلى لبنان وسحب سلاح الحزب، مؤكدًا أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لمخازن حزب الله ومنشآته هي تمهيد لذلك.

واختتم بولوس حديثه بالإشارة إلى أن وقف إطلاق النار الذي بدأ في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، كان ينص بوضوح على أن تستكمل الدولة اللبنانية سحب سلاح الحزب، وهذا لم يحدث، في حين أن حزب الله يقول إن ذلك يتعلق فقط بمنطقة جنوب الليطاني، لكن القرار أكد أن العملية تبدأ من جنوب الليطاني وصولًا إلى باقي المناطق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC