أثار ملف إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة تبادل متوقعة بموجب اتفاق إنهاء الحرب في غزة، الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدلا واسعا داخل حكومة بنيامين نتنياهو بسبب الإفراج عن أخطر المحكومين بالسجن المؤبد.
وقالت صحيفة "إسرائيل هايوم" إنه بعد إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، سيبقى في السجون الإسرائيلية 40 أسيرا فقط؛ ما يحد من قدرة الحكومة على إطلاق سراح المزيد من السجناء، في حال وافقت حماس على الصفقة.
وأوضحت الصحيفة أنّ بند الإفراج عن الأسرى هو الوحيد في الصفقة الذي يستلزم مصادقة حكومية، إذ يُنتظر أن يوافق الوزراء على قوائم المفرج عنهم كما جرى في صفقات سابقة.
خلال اجتماعات سابقة بشأن صفقات تبادل الأسرى، حذّر عدد من الوزراء من أن إفراغ السجون من المعتقلين الفلسطينيين قد يترتب عليه تداعيات أمنية خطيرة.
وكانت صفقة شاليط قد شهدت إطلاق سراح مئات الأسرى المؤبدين، بمن فيهم يحيى السنوار، العقل المدبر لأحداث السابع من أكتوبر، الذي حُكم عليه بخمسة أحكام بالسجن المؤبد، وأُطلق سراحه ضمن الصفقة.
وأسفرت الصفقة عن الإفراج عن مئات الأسرى المحكومين بالمؤبد، من بينهم يحيى السنوار الذي اعتبر لاحقا العقل المدبر لهجمات السابع من أكتوبر بعد أن كان يقضي خمسة أحكام بالسجن المؤبد. كما شهدت الصفقة الثانية للإفراج عن الرهائن إطلاق سراح 200 أسير آخرين محكومين بالمؤبد، ليبقى في السجون الإسرائيلية نحو 290 معتقلا فقط.
ومن المتوقع بعد تنفيذ الصفقة المرتقبة، أن لا يتجاوز عدد السجناء الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد بعد تنفيذ الصفقة 40 معتقلاً فقط، على أن تُعرض أسماؤهم للنقاش داخل الحكومة قبل نشرها رسميا.
في المقابل، تبدي العديد من عائلات ضحايا العمليات المسلحة قلقا متزايدا من التداعيات المترتبة على هذا الإفراج الواسع.
ووجّه عدد من الوزراء انتقادات حادة لصفقة الإفراج المرتقبة، إذ اعتبر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال اجتماع الحكومة أن الاتفاق يشكّل "خطرا مباشرا على أمن إسرائيل"، مؤكداً أنه يضر بالمنظومة الأمنية، ويعج بالثغرات، ولا يحقق الأهداف المعلنة للحرب، على حد تعبيره.
وأضاف بن غفير أن "الاتفاق يُخرج الجيش الإسرائيلي من السيطرة العملياتية على قطاع غزة، ويترك جزءا من أمن إسرائيل في يد قوات دولية، ليصبح فجأة طرفا ثالثا مسؤولا عن أمن البلاد. وانتقد منح العفو لقتلة حماس، واصفا الأمر بأنه "غير مفهوم"، مؤكّدا أن الثمن المرتبط بالصفقة رغم الحماسة لعودة المختطفين، سيظل غامضا ومقلقا، وفق قوله.