الكرملين: مشاركة الأوروبيين في مفاوضات أوكرانيا "لا تبشّر بالخير"
كشفت مصادر أمنية لبنانية مطلعة، عن أن الطريقة التي ركزت عليها ميليشيا حزب الله الفترة الأخيرة، لتمرير أموال من الخارج لدعم جهازها العسكري في ظل التضييق الخارجي والداخلي عليه، كانت عبر مجال الاستيراد من خلال طرود الملابس ومستحضرات التجميل التي يهرب فيها أموال من الخارج عبر أذرعه الاقتصادية في عدة دول، لحلحلة أزمته المالية في دفع رواتب عناصره وارتباطات خاصة به.
وأوضحت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه الطرود تتم في أغلبها لصالح شركات مؤقتة في مجال الاستيراد وأحيانا وهمية، تقوم بمجموعة من العمليات لتهريب الأموال عبر الطرود القادمة من الخارج، بتسهيل بعض عناصر الجمارك التابعين للحزب الذين يمررون هذه الطرود لتلك الشركات من مطار رفيق الحريري أو مرفأ بيروت، بطرق آمنة مع مرافقين قادمين من الخارج، الأمر الذي يعتبر اختراقا جزئيا لمنظومة الجمارك في لبنان.
وبينت المصادر أن تهريب الأموال من خلال طرود تجارية عبر الجمارك، طريقة سريعة أفضل من الاعتماد السابق على شركات تحويل الأموال التي تعرضت لملاحقة وتتبع بعد كشف عمليات عدة بتحويل أموال بطريقة غير مباشرة للجهاز المالي لـ"حزب الله".
وأفادت المصادر، بأن "حزب الله" يركز من فترة إلى أخرى على تغيير أشكال تهريب الأموال من الخارج حتى يصعب تتبعها خاصة في ظل نجاح مفعول تعدد الطرق من جهة، ووجود عناصر تساعد على ذلك في بعض الأماكن بالجمارك في أوقات ومواقيت محددة يعملون من خلالها من جهة أخرى، وهذا في إطار أن هناك عناصر في الأجهزة الأمنية محسوبة على "حزب الله".
وتابعت المصادر أن الأمر هنا ليس المقصود به أن الأجهزة الأمنية مسيطر عليها من "حزب الله"، "بالعكس هذه الوضعية تراجعت كثيرا، لكن هناك عناصر تعمل بمواقيت محددة ويمر من خلالها طرود تجارية تحمل أموالا من بعض المنافذ".
وبحسب المصادر، فإن الوفد الأمريكي الذي زار بيروت مؤخرا للضغط السياسي وليس بهدف قطع التمويل على حزب الله بنسبة 100% ولكن للتقليل بقدر المستطاع، لا سيما أن وسائل التمويل متعددة ومن بينها العملات الرقمية، ولا يتم ضبطها إلا عندما تكون قنوات الأموال مراقبة بشكل كبير من مصرف لبنان وتقليل التعامل بالكاش إلى أقصى حد.
بدوره، يقول الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن اللبناني، عماد الشدياق، إن الوفد الأمريكي الذي حضر إلى لبنان الأيام الأخيرة متحدثا عن التمويل الإيراني لـ"حزب الله" من بعد الحرب الإسرائيلية ووصوله إلى نحو مليار دولار، يتكوّن من صقور إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومعنيين بمواجهة إيران ومكافحة نفوذ "حزب الله" وما تحدثوا فيه، غلب عليه الطابع السياسي والاقتصادي.
وأضاف الشدياق في حديث لـ"إرم نيوز"، أن الإجراءات التي طلبها الوفد من الدولة انصبت على تشديد المراقبة والتتبع لاسيما على شركات تحويل الأموال التي نشطت بسبب الأزمة المصرفية، والتي تستغل ذلك في إطار دعم تمويل "حزب الله".
ولفت الشدياق إلى أن وفد الخزانة الأمريكية كان تركيزه على دور المؤسسات التي تتبع الحكومة اللبنانية في مواجهة عمليات تمويل "حزب الله" من الخارج في إشارة إلى إيران أو اقتصاده المنتشر في عدة دول، وليس المقصود هنا مصرف لبنان أو القطاع المصرفي الملتزم بالإجراءات ولا غبار على تصرفاته، ولكن التقصير يكون من المرافق العامة التي تسيطر عليها الحكومة مثل المنافذ الجوية والبحرية، والمرافق والحدود، وأيضا أسلوب مراقبة الشركات التابعة للدولة.
وأوضح الشدياق، أن الأموال الخاصة للحزب بحسب التقديرات يتم تهريبها في الفترة الأخيرة إما من المطار أو المرفأ، وهذا إن جرى لا يكون إلا بتواطؤ أو مساعدة أو غض نظر من بعض الأطراف بالأجهزة الأمنية اللبنانية ولهذا كانت الزيارة مباشرة لرئاسة الجمهورية والحكومة من أجل حثهم على دفع القوى الأمنية إلى التشدد بإجراءاتها.