صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
في ظل تطور بنك أهداف الضربات الإسرائيلية في اليمن، وتصاعد تهديدات تل أبيب تجاه قياداتها، كثّفت ميليشيا الحوثي من قيودها وإجراءاتها الأمنية المفروضة على النطاق المباشر المحيط بقياداتها العليا، بمن فيهم زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي.
وتعدّ الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل مساء السبت الماضي، مستهدفة مقراً سرّياً يتواجد فيه "رئيس هيئة الأركان العامة" لقوات الحوثيين، جنوب غربي العاصمة صنعاء، اختراقاً غير مسبوق، وتطوراً نوعياً على مستوى الأهداف الإسرائيلية التي انتقلت من استهداف المنشآت الاقتصادية إلى توجيه ضربات مباشرة لقيادات حوثية رفيعة.
وذكرت منصة "ديفانس لاين" المحلية، المتخصصة بالشؤون الأمنية والعسكرية، أن ميليشيا الحوثي فرضت احترازات أمنية معقّدة حول قنوات الوصول والاتصال الداخلية المرتبطة بزعيمها وقياداتها الكبرى، "خشية التعرض لضربات أو اختراق استخباري وتقني".
وعلى الرغم من تشديد الحوثيين إجراءاتهم المتعلقة بالدوائر الأمنية الضيّقة المحيطة بالقيادات العليا، وإجراء تحديثات على منظومة الاتصالات والقيادة والسيطرة منذ أواخر العام الماضي، عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وواقعة انفجار أجهزة "البيجر" في لبنان، إلا أن الجهود تضاعفت، مؤخراً، داخل وعاء الحوثيين التنظيمي، عقب استهداف القيادات الإيرانية، وتوّعد إسرائيل زعيم الحوثيين بمصير مشابه لقادة حماس وحزب الله.
وبحسب المنصّة اليمنية، فإن الحوثيين يتعاملون بجدّية مع التهديدات الإسرائيلية باستهداف زعيم الميليشيا وكبار قادتها، وأحاطوا نشاط وأماكن وتحركات قياداتهم الرفيعة، بإجراءات وقيود بالغة التعقيد.
ويتخفّى عبدالملك الحوثي، الذي دأب على مخاطبة أنصاره عبر خطابات تلفزيونية مسجّلة، في ملاجئ شديدة التحصين تحت الأرض، منذ ظهور العلني الأخير في محافظة صعدة، من خلف زجاج مضاد للرصاص، في يناير/ كانون الثاني من العام 2014.
وقالت "ديفانس لاين"، إن الحوثي يحيط نفسه بدائرة ضيّقة من أقاربه المباشرين المؤهلين أمنياً في إيران، لتولّي مهمة النسق الأول من حراسته الشخصية وحماية أفراد أسرته، ثم يأتي بعد النسق الثاني من الحماية المكوّن من الأقارب غير المباشرين والموالين عقائدياً.
وأفادت المنصة بوجود نقاشات داخلية على مستويات عليا لدى الحوثيين، منذ أواخر العام، لبحث ضرورة اختيار قائد بديل عن عبدالملك الحوثي، في حال تعرضه لأي عملية استهداف.
وخلال الأعوام الماضية، جرى تطوير نظام الحماية المباشر لعبدالملك الحوثي، "تحت نظر قادة الحرس الثوري وخبراء ومستشارين إيرانيين وعرب، ليخضع لإشراف من قبل ما يسمّى بـ جهاز أمن الثورة، الذي يديره القيادي جعفر محمد المرهبي، وهو أحد عناصر الظل الفاعلة في الجهاز الأمني والاستخباري لدى الحوثيين"، طبقاً للمنصة اليمنية.
ويُشرف عبدالملك الحوثي، على جهاز "أمن الثورة" الذي أنشئ، مؤخراً، بتوجيهاته المباشرة ككيان تنسيقي أعلى، لتوجيه الأداء العام والتخطيط والرقابة والإشراف على بقية أجهزة الحوثيين الأمنية والاستخباراتية.
