وزّعت روسيا على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار خاص باليوم التالي للحرب في قطاع غزة، في خطوة اعتُبرت مناقضة بالكامل لمشروع القرار الأمريكي المتعلق بنشر قوة دولية في القطاع.
وبحسب ما ذكرته قناة "أخبار 12" العبرية، فإن المقترح الروسي يشكّل عقبة كبيرة أمام المشروع الأمريكي الذي سعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تمريره، وقد يؤدي — وفق التقديرات — إلى عرقلة أو حتى نسف خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
ووفق تقرير القناة، أجرَت واشنطن خلال الأيام الماضية مفاوضات مع موسكو بشأن صياغة مشروع القرار الأمريكي، إلا أن روسيا قررت، مساء أمس الخميس، عرقلة عملية الموافقة على النص الأمريكي، الأمر الذي حال دون عرضه للتصويت اليوم الجمعة.
وبعد ذلك بوقت قصير، قدّمت موسكو مشروع قرارها البديل، وتشير تقديرات مسؤولين أمريكيين إلى أن الخطوة الروسية جاءت بتنسيق مع الصين.
ولا يتضمن مشروع القرار الروسي أي إشارة إلى نزع سلاح قطاع غزة أو حركة حماس، على عكس المشروع الأمريكي الذي ركز على نشر قوة دولية في القطاع وإنشاء ما يسمى بـ"مجلس السلام"، المكلّف بالإشراف على حكومة تكنوقراط فلسطينية لإدارة غزة، كما أحال المشروع الروسي مسألة القوة الدولية إلى الأمين العام للأمم المتحدة، رافضًا الأفكار الأمريكية المطروحة.
وطالب المشروع الروسي مجلس الأمن بتكليف الأمين العام بتحديد خيارات التنفيذ الفعال لخطة إنهاء الحرب، وتقديم تقرير عاجل يتضمن إمكانية نشر قوة استقرار دولية في غزة.
كذلك يرفض المشروع الروسي تفاصيل الانسحاب الإسرائيلي من القطاع كما وردت في خطة ترامب، وينتقد ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" الذي يفصل بين مناطق السيطرة الإسرائيلية ومناطق سيطرة حماس، إضافة إلى اعتراضه على إقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وغزة.
وينص مشروع القرار بوضوح على أن مجلس الأمن يرفض أي تغيير ديموغرافي أو إقليمي في قطاع غزة، بما في ذلك أي خطوات قد تؤدي إلى تقليص مساحته.
كما يركز على البعد السياسي الأوسع، مؤكدًا على حل الدولتين وضرورة أن يكون قطاع غزة تحت مسؤولية السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أهمية "وحدة النسيج الإقليمي لقطاع غزة والضفة الغربية".
من جهتها، هاجمت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة موسكو، متهمة إياها بتأخير التصويت على المشروع الأمريكي، ومعتبرة أن هذه الخطوة عرّضت وقف إطلاق النار في غزة للخطر.
وجاء في بيان البعثة الأمريكية: "إن محاولات بث الفتنة الآن، بينما المفاوضات جارية على قدم وساق، تنطوي على عواقب وخيمة وحقيقية على الفلسطينيين في غزة".