رجح خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للاستعانة بـ"شبكة أمان" من المعارضة في إسرائيل لتمرير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.
ويعارض أقطاب الحكومة المتشددون، خاصة الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التوصل لاتفاق بشأن قطاع غزة، إذ يطالبان بالاستيطان في قطاع غزة، وضم الضفة الغربية.
وأعلن قادة أحزاب المعارضة في إسرائيل استعدادهم لمنح نتنياهو "شبكة أمان" يستطيع بموجبها تمرير أي تصويت على الخطة في الكنيست، ومنع انهيار الحكومة عبر التصويت من الخارج على بقائها في حال تقديم معارضي الاتفاق من اليمين مشاريع لسحب الثقة منها.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي إياد جودة، أن نتنياهو سيلجأ لخيار "التضحية المقبولة" بالائتلاف الحكومي في حال موافقة حماس على خطة الرئيس ترامب بشأن قطاع غزة.
وقال جودة لـ"إرم نيوز": "إعلان نتنياهو أمام ترامب وشكره له في الوقت نفسه على إنجاز الاتفاق لا يجعل نتنياهو قادرًا على التنصل من الاتفاق، وبالتالي فهو يضع الكرة في الملعب المقابل له مع تحذيرات وضوء أخضر أمريكي باستمرار الحرب".
وأشار إلى أن نتنياهو سيحاول خلال طرح الخطة على الحكومة، أن يقتطع بعض القضايا التي يعتقد أنها قد تؤدي لغضب حلفائه، أملا بألا تنهار الحكومة، مضيفًا: "لكن لا يمكن لنتنياهو الهروب أكثر من ذلك".
وتابع: "لا أمل للائتلاف الحالي بأن يستمر إذا تم تمرير الخطة، لذلك يعول نتنياهو على الرفض الفلسطيني الذي سيبقيه مع ائتلافه حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2026، أو الاستعانة بشبكة أمان المعارضة لتمرير الاتفاق والذهاب لانتخابات مبكرة".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي تيسير عابد، أن تمرير نتنياهو الاتفاق سيؤدي لانهيار الائتلاف الحكومي الحالي، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن لديه رصيدًا للفوز وتحقيق أغلبية في أيّ انتخابات مقبلة.
وقال عابد: "موافقة حماس على الخطة وإقرارها يعني نهاية الحكومة الإسرائيلية الحالية".
وأشار إلى أن نتنياهو سيعتمد على شبكة أمان من المعارضة لتمرير الخطة في حال الموافقة عليها، ثم الذهاب لانتخابات مبكرة.
وأضاف: "يعتقد نتنياهو أن لديه ما يؤهله للفوز في الانتخابات المقبلة، في حال قرر شركاؤه في الائتلاف إسقاط الحكومة".
ويتفق المختص في الشأن الإسرائيلي محمد هواش مع أن نتنياهو سيلجأ لشبكة أمان من المعارضة لتأمين أغلبية لتمرير الخطة، مشيرًا إلى أن نتنياهو يرى في خطة ترامب فرصة لتحقيق أهداف الحرب دون استمرارها.
وقال هواش لـ"إرم نيوز": "يستطيع نتنياهو تمرير الخطة لسبيين، الأول أنه يصور الخطة على أنها انتصار في الحرب، وأنها فرصة لتحقيق مطالبه بإطلاق الرهائن وتجريد غزة من السلاح وإخراج حماس من منظومة الحكم".
وأضاف هواش أن "السبب الثاني هو أن لدى نتنياهو شبكة أمان من أحزاب المعارضة من خارج الحكومة، ومع ذلك فهو يراهن على تخريب الخطة من حماس".
وتابع: "نتنياهو يتربص وينتظر الفرص للخروج من أزمة الحرب بأقل الخسائر الممكنة من خلال تحقيق أهداف الحرب من دون استمرارها".
وقال هواش: "إسرائيل ربطت كل التزام لها بالخطة بالتزام مقابل من حماس، فعندما توافق حماس على الخطة تبدأ إسرائيل تنفيذ التزامها بما في ذلك قول نتنياهو في المؤتمر الصحفي في البيت الأبيض إن مدى انسحاب الجيش الإسرائيلي سيكون بمدى التقدم في نزع سلاح حماس وتفكيك بنيتها التحتية".
وأشار إلى أن "هذا يعتبر لغمًا أمام تنفيذ الاتفاق والتراجع أو تأخير تنفيذ بعض الخطوات في حال تفسير متباين حيال تنفيذ هذه الالتزامات".
واستدرك بالقول: "مع ذلك فإن الإطار السياسي العام للاتفاق وربط ذلك باسم الرئيس ترامب يجعل من إمكانية التزام الأطراف أمرًا محتملًا بنسبة ليست بقليلة".
