كشف تقرير إسرائيلي عن "تعتيم كبير" تفرضه ميليشيا الحوثي في صنعاء على خسائرها بعد هجوم الـ 28 من أغسطس/ آب الماضي، ضمن إستراتيجية "قطع الرأس" لإضعاف الجماعة المتمرّدة.
وذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن تعتيماً إعلامياً شاملاً تفرضه السلطات في صنعاء بعد الغارة الإسرائيلية التي أودت بحياة العديد من المسؤولين الحكوميين، مشيرة إلى أن هناك غموضاً يلف مصير 3 شخصيات كبيرة في الحكومة.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى المصير "المجهول" لنائب رئيس الوزراء في حكومة الحوثي، جلال الرويشان، و"رئيس هيئة الأركان" محمد عبد الغماري، ووزير الدفاع في حكومة الحوثيين محمد العاطفي، إلى جانب وزراء آخرين أصيبوا في عملية "السقطة المحظورة".
وكانت وسائل إعلام يمنية مناوئة للحوثي، كشفت أن الرويشان لم يظهر إلى العلن منذ تاريخ الهجوم الإسرائيلي الكبير، فيما نقلت الصحيفة العبرية عن مصادر أنه يتلقى العلاج في مركز طبي بصنعاء.
أما العاطفي والغماري، فقد صدرت بيانات منددة باسميهما، لكنهما أيضاً لم يظهرا، علناً، منذ الثامن والعشرين من أغسطس الماضي.
ورغم الغموض حول مصيرهم، إلا أن التقارير الإسرائيلية تستبعد مقتلهم، مرجّحة أن يكونوا قد أصيبوا بشكل بالغ في الهجمات التي قتلت نحو 20 شخصاً وأصابت العشرات، خاصة أنه لم ترد أسماؤهم في جنازة صعناء يوم الإثنين، مع باقي المسؤولين.
وكان من بين هؤلاء القتلى الذين تأكدت أسماؤهم رسمياً، رئيس الوزراء أحمد الرحوي، وتسعة وزراء على الأقل، هم: وزير الخارجية جمال عامر، ووزير الاتصالات هشام شرف، ووزير العدل مجاهد أحمد عبد الله علي، ووزير الاقتصاد معين عبد الملك المحقري، ووزير الزراعة رضوان علي الرباعي، ووزير الكهرباء علي سيف حسن، ووزير الثقافة والسياحة قاسم حسين اليافعي، ووزير العمل سمير بجعلة، ووزير الرياضة أحمد المولد.
ورجّحت الصحيفة في المقابل، أن الحوثيين يتأخرون في الكشف عن مصير المسؤولين الثلاثة وغيرهم، في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهونها مع "الفراغ الفادح في القيادة"، كما لفتت إلى "التخبط" عبر حملات "الاعتقالات الانتقامية" التي طالت موظفي منظمات دولية، مثل اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، كرد فعل على الضربة.
فيما تنقل صحيفة "وول ستريت جورنال" عن محللين يمنيين أن القادة الحوثيين الباقين على قيد الحياة سيضطرون إلى اتخاذ احتياطات جديدة لتجنب اكتشافهم من قبل المخابرات الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل، يوم الخميس 28 أغسطس، ضربة جوية مركزة على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدفت قيادات بارزة في جماعة الحوثي، في إطار إستراتيجية "قطع الرأس" لإضعاف الجماعة.
ووصف الجيش الإسرائيلي الضربة بأنها "دقيقة"، إذ استهدفت مواقع عسكرية، بينما نقلت وسائل إعلام عبرية، مثل "جيروزاليم بوست"، أن العملية اعتمدت على "خداع استخباراتي" واستهدفت اجتماعاً لقادة الحوثيين، محققة "نجاحاً ساحقاً".
وأشار وزير الدفاع، يسرائيل كاتس، إلى أن الهجوم يهدف إلى "قطع يد" الحوثيين، مهدداً بمزيد من الضربات، بما في ذلك استهداف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.