حذر الأكراد في سوريا من أن تخفيضات التمويل الأمريكي تغذي عودة ظهور أيديولوجيا داعش بين النساء والأطفال المحتجزين؛ ما يؤدي إلى تعميق أزمة أمنية وتجدد المخاوف من عودة التنظيم الإرهابي.
وقال تقرير لموقع "المونتيور، إن تلك التخفيضات التي صدرت هذا الأسبوع ضمن خطط إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لتقليص عدد القوات الخاصة الأمريكية المنتشرة في شمال شرق سوريا، قد تعزز بالفعل معنويات تنظيم داعش.
واعتبر التقرير أن سحب القوات الأمريكية تدريجيًّا، وهي التي كانت تقود عمليات مع القوات الكردية ضد فلول تنظيم داعش، سيعطّل مساعي القضاء على التنظيم، بل ستسهم في عودة قوية له، خصوصًا بعد تقارير رصدت تنامي نشاطه العسكري في الأشهر الأخيرة.
واعتبرت "هيفال كردستان"، من استخبارات وحدات حماية المرأة الكردية، واسمها حركي، أن قرار الإدارة المفاجئ في يناير بإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "يغذي التطرف أكثر" في مخيمي روج والهول، والأخير أكبر وأكثر عنفًا، حسب قولها.
وازدادت الهجمات بالسكاكين اليدوية وغيرها من الأدوات الحادة على موظفي أمن المخيم بشكل مطرد، كما تعرضت كاميرات المراقبة للكسر بشكل متكرر من قبل الأطفال الذين يقذفون الحجارة، والذين يشكلون أكثر من نصف سكان المخيم، ويُعتقد أن حوالي 40% منهم دون سن الثانية عشرة.
وقبل أيام أسفرت حملة أمنية لقوات الأمن الداخلي التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا (الإدارة الذاتية) عن اعتقال 16 شخصًا يُزعم انتماؤهم لخلايا نائمة تابعة لداعش، تورطوا في تجنيد عناصر، وتنظيم عمليات هروب لعائلات بأكملها، وتلقين الأطفال أفكارًا متطرفة.
كما اكتشفت قوات الأمن نفقًا سريًّا حُفر أسفل السياج الخارجي للمخيم لتسهيل أنشطتهم السرية.
في غياب التمويل
وتعتقد آن سبيكهارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف، أنه دون تمويل أمريكي، ستنهار جميع هذه البرامج التي كانت تهدف لاحتواء تطرف الأجيال الجديدة من داعش، وقالت "سنواجه مشكلة كبيرة".
وتساءلت "كان الفتيان هناك، الذين شهدوا وشاركوا في أهوال لا تُوصف، من قطع رؤوس علنية وما شابهها تحت حكم داعش، في حالة جيدة جدًّا. ماذا سيحدث لهم؟".
في يناير وفبراير، جمدت إدارة ترامب ما يقدر بنحو 117 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لشمال شرق سوريا، وهو ما يمثل أكثر من نصف إجمالي المساعدات الأجنبية الموجهة إلى المنطقة التي يقودها الأكراد.
بينما ذكر شيفان رسول، الذي يُنسق أنشطة 163 منظمة غير حكومية محلية، أن أكثر من 20 منظمة غير حكومية دولية ومحلية أغلقت أبوابها منذ يناير/كانون الثاني بسبب التخفيضات.
كما أثرت سياسات ترامب، بما في ذلك خفض المساهمات في دفاع حلف شمال الأطلسي، على المانحين الأوروبيين. ففي منتداه السنوي حول سوريا الذي عُقد في بروكسل في وقت سابق من هذا الشهر، خفض الاتحاد الأوروبي مساهمته في المساعدات المقدمة لسوريا بنسبة 20%.