صعّد الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية في الضفة الغربية، خاصة عمليات اقتحام المدن والبلدات الفلسطينية، تزامنا مع حملة اعتقالات واسعة بمختلف مناطق الضفة، خاصة المدن الشمالية، التي تشهد تصعيدا منذ عدة أشهر.
وكان النصيب الأكبر للعمليات العسكرية الإسرائيلية وحملات الاعتقال لمدينتي طولكرم وجنين ومخيماتهما، وهي المناطق التي شهدت هدم الجيش الإسرائيلي عددا من المنازل والمحال التجارية وبعض المنشآت.
واعتقل الجيش الإسرائيلي نحو 16 فلسطينيا من القرى القريبة من مدينة رام الله، كما اعتقل 12 آخرين غربي مدينة بيت لحم، فيما أجرت قوات الجيش تحقيقات ميدانية بحق عدد من سكان الضفة خلال عمليات المداهمة العسكرية.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، عدنان صباح، أن "تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مختلف مناطق الضفة، يأتي في إطار استكمال الأهداف العسكرية للتصعيد الذي بدأه قبل عدة أشهر بشمال الضفة".
وقال صباح، لـ"إرم نيوز"، إن "إسرائيل تدرك خطورة سعي حماس وحلفائها في المنطقة لجعل الضفة الغربية البيئة الأكثر توترا في الوقت الحالي للأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، خاصة مع عمقها بالنسبة للإسرائيليين".
وأضاف: "تحاول إسرائيل إفشال مثل هذا المخطط، خاصة أنه يؤثر على أمن المستوطنات وسكانها، ويعيق تحرك الأحزاب اليمينية لضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية"، مبينا أن إسرائيل تستكمل مخططها في المنطقة عبر التصعيد في الضفة.
وتابع: "تعمل إسرائيل على تغيير الواقع في الضفة وغزة، وستكثف هذه المساعي من أجل واقع مختلف يمهد لها الطريق لفرض السيادة على أجزاء واسعة من الضفة"، مشددا على أن التصعيد الإسرائيلي في الضفة خطير ولا ينفصل عن الحرب في غزة والتوتر في المنطقة.
ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "إسرائيل، إثر اتفاق وقف إطلاق النار مع إيران، ستعمل على تكثيف عملياتها العسكرية ضد الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة"، مبينًا أن إسرائيل نجحت في تحييد مختلف الساحات عن الملف الفلسطيني.
وأوضح لـ"إرم نيوز"، أن "العمليات العسكرية تمثل مؤشرا على وجود اتفاق إسرائيلي أمريكي على تكثيف التحركات في الضفة وغزة لفرض واقع جديد"، لافتا إلى أن إسرائيل تعمل على جعل فرض السيادة على الضفة أمرا واقعا.
وزاد بالقول: "أصبح واقع الضفة الغربية محسوما من وجهة النظر الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، وحكومة بنيامين نتنياهو ستعمل على فرض السيادة على أجزاء واسعة من الضفة"، مؤكدا أن إدارة دونالد ترامب الداعم الرئيس لذلك.
وتوقع أن يكون "استمرار مثل هذه العمليات العسكرية إلى جانب الوضع الإنساني والاقتصادي الصعب الذي يعيشه سكان الضفة الغربية، سببا في انهيار السلطة الفلسطينية ومختلف أجهزتها"، مشيرا إلى أن انهيار السلطة سيكون له تأثير أمني كبير على المنطقة ولن يخدم إلا اليمين الإسرائيلي.