رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

دوامة الانتخابات العراقية.. السوداني يقود "الهجوم الهادئ"

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السودانيالمصدر: وكالة الأنباء العراقية

يقلب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خياراته ساعياً نحو ولاية ثانية، في وقت يتجه فيه المشهد السياسي نحو المزيد من التعقيد مع اقتراب العد التنازلي للانتخابات التشريعية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

ومنذ توليه المنصب، عمل السوداني على تقديم نفسه بصورة مختلفة عمن سبقه، محاولاً الموازنة بين إدارة الملفات الداخلية الثقيلة والتعاطي مع الضغوط الخارجية المتزايدة.

واستطاع خلال فترة وجيزة أن يرسخ حضوراً حكومياً أكثر استقراراً مقارنة بالحكومات السابقة، عبر سلسلة مبادرات اقتصادية وخدمية، وتوجهات سياسية اتسمت بالهدوء والحذر، وهو ما جعله في صدارة النقاشات حول مستقبل السلطة التنفيذية في العراق.

ويقول عائد الهلالي وهو مستشار سياسي للسوداني، إن "المشهد السياسي العراقي في المرحلة الراهنة يشهد تفاعلات متسارعة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية، ويحتل اسم السوداني موقع الصدارة في النقاشات حول مستقبل الحكم، وإمكانية حصوله على ولاية ثانية".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "السوداني تمكن خلال فترة قصيرة من تعزيز صورته إلى جانب سياسته الهادئة التي مكنته من استيعاب أطراف متناقضة داخل العملية السياسية"، لكنه حذّر في الوقت نفسه من أن "تجربة سلفه حيدر العبادي ما تزال حاضرة، إذ رغم إنجازه الكبير في هزيمة تنظيم داعش وتشكيله كتلة برلمانية معتبرة، إلا أنه أخفق في البقاء بسبب تعقيدات التحالفات وصراعات القوى المتنفذة".

 تجربة العبادي

وجاء حيدر العبادي إلى رئاسة الحكومة عام 2014 في أصعب مرحلة واجهها العراق بعد اجتياح تنظيم داعش لثلث الأراضي، وتمكن خلال أربع سنوات من تحقيق إنجاز بارز تمثل في استعادة المدن المحررة وإنهاء سيطرة التنظيم عسكرياً.

غير أن هذا الرصيد الكبير لم يشفع له في البقاء، إذ اصطدم بتعقيدات التحالفات داخل البيت الشيعي، وخسِر دعم قوى نافذة، كما لم ينجح في ترجمة انتصاره العسكري إلى مكاسب سياسية أو انتخابية تضمن له ولاية ثانية، ليجد نفسه خارج السلطة رغم امتلاكه كتلة برلمانية معتبرة.

لكن السوداني سعى للولاية الثانية من خلال تأسيسه ائتلاف "الإعمار والتنمية"، الذي يضم قوى وشخصيات متعددة، في محاولة لتشكيل قاعدة انتخابية واسعة تتجاوز الأطر التقليدية.

ويظهر من خلال هذا التحرك أن رئيس الوزراء يسعى لتكرار تجربة بناء كتلة عابرة للانقسامات، توفر له رصيداً سياسياً يمكن أن يترجم إلى مقاعد برلمانية حاسمة.

إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن هذه الكتلة قد تواجه معارضة من بعض أطراف الإطار التنسيقي التي تنظر بريبة إلى محاولات السوداني الانفراد بالمشهد، وهو ما يذكّر بظروف العبادي حين اصطدم بحلفائه بعد انتخابات 2018.

معارضة شرسة من المالكي

ويؤكد الباحث في الشأن السياسي محمد التميمي أن "السوداني يدرك جيداً أن النجاح في العراق لا يتوقف على حجم الإنجازات الحكومية وحدها، بل على القدرة في إدارة التوازنات بين الأحزاب المؤثرة وإرضاء المرجعيات الداخلية وفتح قنوات مقبولة مع المجتمع الدولي، لذلك يسعى إلى بناء شبكة دعم سياسي عابرة للكتل، ويعمل على تجنب القطيعة مع أي طرف فاعل".

وأضاف لـ"إرم نيوز" أن "هذه المحاولات تواجه عقبات جدية، أبرزها رفض أطراف وازنة في الإطار التنسيقي، وفي مقدمتها نوري المالكي، لأي نزعة استقلالية قد تفتح المجال أمام السوداني لتعزيز نفوذه خارج المظلة التقليدية للتحالف الشيعي، كما أن هناك خشية داخل هذه القوى من أن يتحول السوداني إلى نسخة جديدة من العبادي، الذي حاول في وقت سابق الإمساك بخيوط اللعبة بعيداً عن إرادة الحلفاء، فانتهى إلى العزلة السياسية".

وأوضح أن "المعادلة الداخلية اليوم أكثر تعقيداً، فالسوداني لا يملك القدرة على تجاوز المالكي ولا يمكنه الاعتماد على التيار الصدري الذي قاطع الانتخابات، ما يجعله في موقع هش رغم حضوره الحكومي القوي".

وتشير المعلومات المتداولة في الأوساط السياسية إلى أن السوداني يراهن على شعبيته داخل بعض المحافظات، إضافة إلى حضوره في بغداد، لتعزيز مكانته الانتخابية، كما يعتمد على خطاب إصلاحي يركز على محاربة الفساد وتحسين الخدمات.

أخبار ذات علاقة

أحد حقول النفط العراقية

السوداني: العراق سيزود الأسواق العالمية بالنفط لأكثر من 120 عاما

 غير أن هذه الوعود تصطدم بواقع اقتصادي ضعيف يعتمد على النفط بشكل شبه كامل، وبعجز واضح عن خلق فرص عمل للشباب، الأمر الذي يهدد بتآكل الرصيد الشعبي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC