logo
العالم العربي

رغم اختلاف اللاعبين.. هل تتردد أصداء رسالة أوجلان في سوريا؟

رغم اختلاف اللاعبين.. هل تتردد أصداء رسالة أوجلان في سوريا؟
لقطة من مدينة القامشلي السورية أثناء الاستماع لرسالة أوجلانالمصدر: (أ ف ب)
01 مارس 2025، 7:57 ص

تباينت آراء الخبراء حول مدى تأثير رسالة عبد الله أوجلان على المشهد السياسي في شمال شرق سوريا، وسط تعقيدات تتداخل فيها مصالح دمشق و(قسد) إلى جانب النفوذ التركي والأمريكي في المنطقة.

وكان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، دعا الحزب من سجنه في جزيرة مرمرة التركية، إلى حل نفسه وإلقاء السلاح.

ورأى خبراء أن الرسالة قد تسهم في إعادة النظر في مسار الحوار بين الأطراف المعنية، خاصة في ظل استمرار الوجود التركي في الشمال السوري وارتباطه بالقضية الكردية في تركيا.

أخبار ذات علاقة

مؤيدون لحزب العمال خلال تظاهرة في اسطنبول

استجابة لأوجلان.. حزب العمال الكردستاني يعلن وقفا لإطلاق النار

وفي المقابل، يؤكد آخرون أن تأثير رسالة أوجلان سيظل محدودا على أكراد سوريا، نظرا لاختلاف اللاعبين والمتغيرات السياسية، حيث إن أنقرة تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع النفوذ الأمريكي في تلك المناطق، ما يعقّد أي فرص لتغيير ديناميكيات الصراع.

"علاقة وثيقة"

وقال رئيس حزب السلام الديمقراطي الكردستاني طلال محمد، إن "رسالة عبد الله أوجلان حظيت بتفاعل إيجابي من قبل العديد من الدول، لا سيما القوى الإقليمية والدولية؛ ما يجعل لها تأثيرا محتملا على الوضع الداخلي السوري".

وأوضح محمد لـ "إرم نيوز"، أن "هذا التأثير ينبع من استمرار الأزمة السورية، حيث لا تزال البلاد تمر بمرحلة إعادة البناء، وسط تحديات رئيسة، أبرزها الاحتلال التركي لمناطق واسعة في الشمال السوري، إضافة إلى القضية الكردية، التي تظل ملفا معقدا ومترابطا مع الوجود التركي في سوريا".

وبيّن أن "هناك علاقة وثيقة بين القضية الكردية في تركيا والتواجد العسكري التركي في سوريا؛ ما يجعل رسالة أوجلان ذات أهمية خاصة، إذ تدعو إلى الحوار والتفاوض مع حزب العمال الكردستاني، والتخلي عن السلاح لصالح العمل السياسي القائم على أسس قانونية واتفاقات واضحة".

وأشار محمد، إلى أنه "في حال توفرت ضمانات دولية لحل القضية الكردية في تركيا، وشملت الإفراج عن أوجلان وتأمين حقوق الأكراد، فإن ذلك سينعكس بشكل مباشر على الداخل السوري، من خلال إضعاف الذرائع التركية التي تبرر وجودها العسكري في سوريا بحجة محاربة حزب العمال الكردستاني".

واعتبر أن "انسحاب تركيا بعد انتفاء مبررات وجودها سيؤدي إلى تيسير الحوار بين حكومة دمشق والأكراد؛ ما يذلل العقبات أمام الإدارة الذاتية الديمقراطية ويفتح المجال أمام شراكة حقيقية في بناء مستقبل سوريا".

أخبار ذات علاقة

مسلحان من حزب العمال الكردستاني شمال العراق

بعد دعوة أوجلان.. الحزب الحاكم التركي يدعو أكراد سوريا والعراق لإلقاء السلاح

لاعبون مختلفون

بدوره، رأى المحلل والباحث السياسي أمجد إسماعيل الآغا، أن "رسالة أوجلان أثارت تساؤلات حول مدى تأثيرها على شمال شرق سوريا، خاصة في ظل العلاقة المتشابكة بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)".

وأضاف الآغا لـ "إرم نيوز"، أنه "رغم اعتبار أوجلان رمزاً للأكراد، فإن توازنات القوى والمصالح تختلف بين أكراد تركيا وأكراد سوريا، حيث لكل طرف ظروفه الخاصة ولاعبون مختلفون يؤثرون في مساره السياسي والعسكري".

وأوضح أنه "بينما قد تتأثر أنقرة برسالة أوجلان، فإن تأثيرها على أكراد سوريا يظل محدودا، نظرا للوجود القوي للولايات المتحدة في مناطق سيطرة قسد؛ ما يزيد من تعقيد المشهد ويقلل من احتمالية أن تؤدي هذه الرسالة إلى تغييرات ملموسة في سوريا".

وأشار الآغا، إلى أن "تركيا تعد لاعباً رئيسا في الملف السوري، حيث تمتلك أدوات ضغط قوية تسهم في توجيه مسار التفاهمات بين الأطراف المختلفة، إلا أن موقفها من قسد لا يزال عدائيا؛ إذ تنظر إليها كامتداد لحزب العمال الكردستاني الذي تحاربه منذ عقود".

وبيّن أن "مناطق سيطرة قسد هي مناطق نفوذ أمريكي، يضع تركيا في مواجهة مباشرة مع واشنطن؛ ما يعرقل قدرتها على فرض سياساتها في المنطقة".

ومن غير المتوقع أن تؤدي رسالة أوجلان إلى تغيير جذري في موقف أنقرة تجاه قسد، بل قد تمنحها ذرائع إضافية لمواصلة عملياتها العسكرية ضدها، تحت مبررات تتعلق بمكافحة الإرهاب وحماية أمنها القومي، بحسب الآغا.

أما فيما يتعلق بالعلاقة بين دمشق وقسد، أكد الآغا أن الحكومة السورية لا تزال تحافظ على توازناتها السياسية دون تقديم تنازلات للإدارة الذاتية، تجنبا لإثارة حفيظة تركيا، وفي ظل ضغوط إقليمية تهدف إلى إبقاء ملف شمال شرق سوريا معلقا، بما يخدم مصالح اللاعبين الدوليين والإقليميين الساعين إلى تأخير أي حلول سياسية قد تؤدي إلى الاستقرار.

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC