كشفت مصادر دبلوماسية لبنانية رفيعة المستوى، أن المبعوثة الأمريكية إلى بيروت، مورغان أورتاغوس، تدفع في جميع الاتجاهات بين لبنان وإسرائيل، لكي تشهد المرحلة المقبلة، إجراء مفاوضات مباشرة حول القضايا العالقة.
وذكرت المصادر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أورتاغوس تعمل على تنفيذ خطة أمريكية بالذهاب إلى مفاوضات مباشرة والخروج من الإطار غير المباشر، وأن يكون ذلك باكورة حقبة السفير الأمريكي الجديد في بيروت ميشال عيسى، الذي سيستلم منصبه خلال أيام.
وقالت المصادر إن أورتاغوس خلال اللقاءات مع رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، طلبت تفعيل خطة الجيش بالشكل الذي ينزع سلاح "حزب الله" في الأيام المقبلة بأسرع وقت، حتى يكون هناك تفاهم إيجابي تقوده الفترة الحالية مع إسرائيل، لمنع أي اعتداء على لبنان.
وشددت أورتاغوس، بحسب المصادر، في لقاءاتها مع عون وسلام، على ضرورة أن يكون هناك تعامل جاد مع خطة الجيش التي لم تحقق المطلوب حتى الآن، موضحة أن عملية النزع لم تأتِ بمستودعات ومخازن السلاح المخفية تحت الأرض في جنوب الليطاني، والتي يمتلك حولها الجيش اللبناني المعلومات الكاملة، ولا يقوم بمداهمتها.
وبحسب المصادر الدبلوماسية، فإن أورتاغوس أكدت أن هناك مناطق بعينها لمستودعات أسلحة لـ"حزب الله" في الجنوب، تحمل تجهيزات عسكرية، وتقوم إسرائيل بقصفها وهو ما سيتطور إلى عملية عسكرية إن لم يكن هناك تفعيل حقيقي لخطة الجيش لنزع السلاح في جنوب الليطاني.
ونقلت أورتاغوس إلى الرؤساء في لبنان، مخاوف إسرائيلية من وجود إمكانيات لـ"حزب الله" في الجنوب، قادرة على استهداف مناطق وقرى في شمال وعمق إسرائيل، وأن واشنطن تعمل على منع أي عملية عسكرية من إسرائيل نحو لبنان ولكن يجب أن تقابل ذلك تصفية مستودعات سلاح للميليشيا معلومة للجيش اللبناني.
فيما يؤكد مصدر حكومي لبناني، أن أورتاغوس قالت كلاما مباشرا وواضحا ولا لبس فيه عن وجود استعداد إسرائيلي للقيام بعملية عسكرية في لبنان، موضحا أن لقاء الموفدة الأمريكية ونواف سلام، لم يحمل أي تفاهم أو الوصول إلى فرص تمنع أي خطورة قادمة من إسرائيل على الجنوب.
وأفاد المصدر في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن أورتاغوس قالت لكل المسؤولين الذين التقتهم في بيروت، أن هناك خريطة طريق واحدة في لبنان تبدأ بنزع سلاح حزب الله، وأنه لا إمكانية لأي مراوغة أو مناورة أو تحايل، وأن المسار أما أن يسحب سلاح حزب الله وتغلق مصانع الأسلحة ويتم تجفيف مصادر الأموال غير الشرعية له وتحويله إلى حزب سياسي طبيعي، وأما الذهاب نحو الانفجار الذي لن تستطيع الولايات المتحدة منعه.
بدوره، يؤكد الخبير العسكري اللبناني العميد مارسيل بالوكجي، أن محاولة المفاوضات المباشرة تشهد رفضا من "حزب الله" من جهة وشرطا من إسرائيل بأن يسلم التنظيم سلاحه قبل ذهاب تل أبيب مع بيروت في مفاوضات من هذا النوع.
وأضاف بالوكجي في حديث لـ"إرم نيوز"، أن وسط هذا التضارب، تم التوصل إلى فتوى على طريقة أخرى بإجراء مفاوضات غير مباشرة بواسطة لجنة الميكانيزم برئاسة أورتاغوس، تكون بخليط مدني بالتطعيم بوزراء وسياسيين بجانب العسكريين من الجانبين.
ويرى بالوكجي أن هذه المحاولة من الممكن أن تؤخر الحرب لكن حزب الله لن ينفذ تسليم السلاح في حين تتمسك إسرائيل بان يتم حصرية السلاح؛ مما يأتي بأزمة للوصول إلى مسار حقيقي للتفاوض.
وأشار إلى أن هذه اللجنة تعمل على الوصول إلى خريطة طريق، لكن الضربات على لبنان مازالت أسهمها العالية حاضرة، لأن "حزب الله" لن يسلم السلاح إلا مع توجيه ضربة له قد تكون ضيقة على أهداف عميقة للتنظيم العسكري في البقاع والضاحية الجنوبية، وقد تتأخر هذه الهجمة بعض الوقت.