قالت صحيفة "معاريف" إن جهاز الشاباك الإسرائيلي أعاد تقييم وتغيير منهجية جمع المعلومات في قطاع غزة بعد الهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في خطوة تهدف لتفادي تكرار الفشل الاستخباراتي الذي شهدته إسرائيل في ذلك اليوم.
وأوضحت الصحيفة أن "الهجوم كشف فجوة كبيرة في قدرة الشاباك على رصد نوايا حماس التشغيلية"، مشيرة إلى أن جزءًا من المشكلة كان يعود إلى تغيير سابق في أسلوب العمل الاستخباراتي في القطاع، الذي كان يعتمد على جمع معلومات موضوعية (Modular Intelligence) بدلًا من المنهجية الجغرافية المتبعة في الضفة الغربية.
وأكدت "معاريف" أن جمع المعلومات في الضفة الغربية يعتمد على هيكل جغرافي محدد، حيث تُقسّم المناطق إلى مكاتب إقليمية لكل مدينة أو منطقة، مثل: رام الله، ونابلس، وقلقيلية، والخليل، وجنين، ويتولّى كل مسؤول مسؤولية كاملة عن جمع المعلومات في منطقته، من متابعة الأشخاص المطلوبين، وتحديد مختبرات تصنيع المتفجرات، إلى متابعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعائلات وحتى التفاصيل الشخصية الدقيقة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "جمع المعلومات في غزة قبل هجوم 7 أكتوبر كان يعتمد على الاستخبارات التقنية (SIGINT) بشكل رئيسي، في حين شكّلت الاستخبارات البشرية (HUMINT) جزءًا أصغر، كما أن إدارة المعلومات كانت تركز على نقاط محددة من دون فهم شامل لما يجري على الأرض".
ولفتت "معاريف" إلى أن "الشاباك، بعد الهجوم، اعتمد فورًا منهجية جغرافية في جمع المعلومات في جنوب الجهاز، حيث أصبح كل مسؤول في غزة مسؤولًا عن منطقة محددة لجمع المعلومات بشكل مستمر، بالاعتماد على مزيج من الاستخبارات البشرية والتقنية".
وأضافت الصحيفة أن هذا الأسلوب سيستمر حتى بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة لضمان صورة شاملة ومتكاملة لأي تهديدات محتملة.
وذكرت "معاريف" أن الهدف من التغيير هو منع تكرار المأزق الاستخباراتي السابق، وتمكين الشاباك من الحصول على صورة دقيقة وفورية عن أي تحركات أو تهديدات من حماس، ما يعزز قدرة إسرائيل على اتخاذ القرارات العسكرية والسياسية بشكل أسرع وأكثر فاعلية.