أكد خبراء أن إسرائيل تحاول خلق كيانات مسلحة في قطاع غزة تتمتع بحمايتها من أجل مواجهة حركة حماس وقوى الأمن التابعة لها في القطاع، الأمر الذي يخلق حالة من الفوضى ويضعف قدرة الحركة على فرض سيطرتها الأمنية والإدارية.
وخلال الأيام الماضية، ظهرت في غزة مجموعات مسلحة باسم "جهاز مكافحة الإرهاب" و"القوات الشعبية"، والتي تنشط في المناطق القريبة من مراكز انتشار الجيش الإسرائيلي، ما يصعّب مهمة عناصر حماس في استهداف عناصرها أو ملاحقتهم.
وخلال الأيام الماضية، تداول نشطاء فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لبعض عناصر هذه المجموعات، في حين أقدم الجناح المسلح، كتائب القسام، على استهداف عناصر منهم بذات الطريقة التي يتم بها استهداف جنود الجيش الإسرائيلي المتواجدين داخل القطاع.
وقال الخبير في الشؤون الأمنية، رفيق أبو هاني، إن "محاولات إسرائيل خلق كيانات مسلحة منافسة لحماس بغزة يأتي في إطار هدفها المتعلق بالقضاء على حكم الحركة، وإضعاف سيطرتها الأمنية والإدارية لمختلف المناطق".
وأوضح أبو هاني لـ"إرم نيوز" أن "ذلك يسهل على إسرائيل مهمة القضاء على حماس وأجهزتها العسكرية والأمنية، ويدفع نحو حالة من الفوضى والفلتان الأمني غير المسبوقين في القطاع، واقتتال بين سكانه".
وأضاف: "يمكن اعتبار ذلك محاولة لإعادة إنتاج الحالة التي كان عليها القطاع خلال أحداث الاقتتال الداخلي بين حركتي فتح وحماس"، مشددًا على أن وجود أكثر من كيان مسلح في غزة سيكون دافعًا لحرب داخلية بين حماس وتلك الكيانات.
وتابع أنّ "مثل هذه الجماعات ستصعّب أي مهمة على الحركة من أجل إعادة ترميم نفسها أو السيطرة الإدارية والأمنية على القطاع، خاصة أنها ستكون مضطرة للدخول في مواجهات مسلحة مع هذه الجماعات، الأمر الذي يرهق أجهزتها الأمنية والعسكرية".
وبيّن أن "إسرائيل ستقدم الدعم الكامل لمثل هذه المجموعات، والذي يشمل التسليح والمعلومات الأمنية"، مستدركًا: "لكن ذلك سيكون بالحد الذي يجعل من تلك المجموعات مصدر قلق لحماس دون أن تكون كيانات منظمة"، وفق تقديره.
ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي البطة، أن "الخطة الإسرائيلية تقوم على أساس إشعال الحرب الأهلية بين سكان قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك يخدم حكومة بنيامين نتنياهو ويحقق لها سلسلة من الأهداف الاستراتيجية.
وقال البطة لـ"إرم نيوز" إن "الخطة، إلى جانب نجاحها في إضعاف حماس وقدراتها الأمنية والإدارية، فإنها ستكون أحد أسباب دفع السكان للتفكير بقوة من أجل الهجرة الطوعية، خاصة أن هذه المجموعات ستكون مصدر قلق وخوف بالنسبة لهم".
وأضاف البطة: "يضرب هذا المخطط ما سعت حماس لإثباته على مدار عقود من حكمها غزة فيما يتعلق بتوفيرها الأمن للسكان، ومنع تشكيل مجموعات مسلحة تقوم بابتزازهم"، مشددًا على أن ذلك قد يدفع الحركة لتقديم تنازلات لإسرائيل.
وختم بأنه "من الملاحظ أن تلك المجموعات موجودة بالقرب من نقاط تمركز الجيش الإسرائيلي، وربما يُسمح لها بالتمدد بشكل أوسع خلال الفترة المقبلة مع توفير الحماية العسكرية لها"، قائلًا: "سيكون هناك مواجهات مسلحة عنيفة بين تلك المجموعات وحركة حماس خلال الفترة المقبلة"، وفق تقديره.