بدأت الشاحنات المحملة بالمساعدات بالدخول إلى قطاع غزة، اليوم الأحد، مع سريان اتفاق التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، فيما استأنفت الأخيرة السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى القطاع، وذلك في إطار بنود الاتفاق الذي جرى التوصل إليه برعاية قطرية ومصرية وأمريكية.
ووفق الاتفاق، فإن إسرائيل ستسمح بدخول 600 شاحنة يوميًا للقطاع تضم مساعدات إغاثية إنسانية، ومعدات طبية، وكرفانات وخيام للنازحين، ووقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وهو الأمر الذي سيساهم بتخفيف معاناة سكان القطاع المتواصلة منذ 15 شهرًا.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن "ممثلين عن الهلال الأحمر الفلسطيني ووزير التنمية الاجتماعية في غزة هم من سيتولون استلام شاحنات المساعدات التي ستدخل اليوم قطاع غزة".
وأضافت المصادر لـ"إرم نيوز" أن المؤسسات الدولية ستستلم شاحناتها بشكل مستقل"، لافتة إلى أن هذه الآلية مؤقتة لحين الانتهاء من وضع تصور لإدارة معبر رفح.
وقالت إن "إدخال المساعدات سيكون بشكل أساسي من معبر رفح البري والذي سيتواجد فيه ممثلون عن السلطة الفلسطينية خلال الأيام القليلة المقبلة، في إطار اتفاق بين مصر والسلطة".
وأشارت إلى أن "إسرائيل ولضمان دخول عدد الشاحنات المتفق عليه مع حركة حماس، ستخصص بعض المعابر التي تسيطر عليها لدخول المساعدات، مثل معبر كرم أبو سالم جنوبًا، ومعبر كوسوفيم وسط القطاع، وبعض المعابر الثانوية التي أنشأتها إسرائيل شمال غزة خلال الحرب".
وأكدت المصادر، أن "شاحنات المساعدات ستدخل للقطاع من معبر رفح دون تفتيشها من قبل إسرائيل؛ لكن سيكون هناك تنسيق مع الجهات الإسرائيلية المختصة حول طبيعة تلك المساعدات وآلية إدخالها ونقلها لمختلف المناطق".
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، إن "إسرائيل معنية بتحسين تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة بالمرحلة الأولى من التهدئة، والسماح بدخول الشاحنات كما كانت عليه قبل اندلاع الحرب مع حماس".
وأوضح أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، أن "الالتزام الإسرائيلي ببنود اتفاق التهدئة مع حماس يأتي لسببين رئيسين: الأول يتمثل في وجود ضمانات أمريكية وضغط من الإدارة الجديدة في واشنطن على إسرائيل بهذا الشأن".
وأضاف: "السبب الثاني رغبة إسرائيل في عدم تحميلها أي مسؤولية من قبل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، عن فشل التهدئة مع حركة حماس، ما يمكن حكومة بنيامين نتنياهو من الحصول على الدعم اللازم من أجل استئناف القتال في أي لحظة".
وتابع: "إسرائيل تقدم تسهيلات في الوقت الحالي للسكان والنازحين في قطاع غزة، وهو الأمر الذي يمكن أن تستغله لاحقًا لعرقلة إعادة تأهيل القطاع والبدء في عملية الإعمار، بحيث تقنع المجتمع الدولي أنها تسمح بتدفق المساعدات الإنسانية".
وأشار إلى أنه "من المبكر لأوانه الحديث عن نجاح اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل وتطبيق بنود من قبل طرفي القتال"، مضيفًا أنه من الممكن أن يقدم أي من الطرفين على خرق الاتفاق وهو ما قد يعيد الوضع في غزة لمربعه الأول.