الكرملين: بوتين يجتمع مع كيم ويشكره على دعمه للجيش الروسي
في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أبدى خلالها رفضه أي مساس بالطائفة الدرزية في السويداء، أثير تساؤل حول الدور الذي تلعبه إسرائيل في الشأن الداخلي السوري.
ويرى خبراء في هذه التصريحات، محاولة لفرض أجندة سياسية تهدف إلى تقويض استقرار الجنوب السوري وتعزيز الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة.
وفي هذا السياق، يبرز الحديث عن خيارات الحكومة السورية الانتقالية للرد على هذه التدخلات.
حول ذلك، قال الكاتب والباحث الأكاديمي، الدكتور جمال الشوفي، إن ما صرّح به رئيس الوزراء الإسرائيلي مرفوض كليًّا، وكذلك مرفوض تدخل أي دولة في الشأن الداخلي السوري، "ويكفينا كسوريين ما تعرضنا له خلال 14 عامًا من انتهاكات وتدخلات خارجية متعددة الأطراف".
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "هذا الاصطياد لنتنياهو ليس من حقه أبدًا، ولا من حقه استخدام هذه المصطلحات، ولا أن يستخدم مجتمع السويداء بما يشبه ما استخدمه نظام الأسد سابقًا، من حجة حماية الأقليات ومكافحة الإرهاب للبقاء على الكرسي".
وبيّن الشوفي أن "نتنياهو يبحث عن بازار سياسي علني مع الحكومة القائمة باستخدام مجتمع السويداء بالورقة السيئة ذاتها التي رفضها أهل السويداء لتحصيل بعض المكاسب في الجولان أو في معادلة 1974 أو في الحدود المجاورة في القنيطرة".
وأشار إلى أن نتنياهو لو أراد أن يفعل شيئًا لما أتى بهذا الإعلان كما فعل في غزة أو في جنوب لبنان أو في مناطق أخرى، لكن مجرد الإعلان يعني أن السويداء ومنطقة الجنوب لم يتعرض أيّ منهما لشيء من هذا القبيل.
وأوضح أن خيارات الحكومة السورية والشعب السوري بشكل عام هي الرفض القاطع لهذه التدخلات الخارجية ومنعها، وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، مؤكدًا أن الشعب السوري سيواجه هذه الخيارات بالتعبير عن رفضه من خلال الساحات والتظاهر.
وخلص إلى أن أبناء السويداء والمنطقة الجنوبية يطلبون التغيير السياسي من العاصمة دمشق، ويدعون إلى دولة لكل السوريين، وهم مستعدون للعمل في بناء الدولة ومؤسساتها.
من جانبه يرى الخبير العسكري عارف علي أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي تحمل في طياتها تدخلًا واضحًا في الشأن السوري.
وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن هذا التصريح يأتي في وقت حساس، حيث تسعى إسرائيل لتعزيز حضورها في الجنوب السوري بعد قضم أكثر من 600 كيلومتر من أراضيه، وأن نتنياهو يحاول توظيف الورقة الدرزية في حساباته السياسية، بهدف تقويض استقرار المنطقة، وخلق حالة من الفوضى تسهم في ضمان هيمنة إسرائيل على الجغرافيا السورية الجنوبية.
وأشار علي، إلى أن إسرائيل تسعى إلى نزع السلاح من مناطق الجنوب السوري، وهو مطلب يعكس استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تقويض أي قدرة دفاعية قد تعيق التوسع الإسرائيلي في المنطقة الحساسة.
وبيّن أن هذه التصريحات تشير إلى أن إسرائيل تريد استغلال الفوضى الحالية لدفع سياساتها الخاصة، خاصة في ظل انشغال الحكومة السورية بالوضع الداخلي، وغياب حلول سياسية فعالة قد تضمن الحفاظ على السيادة الوطنية.
أما بالنسبة للخيارات المتاحة أمام الحكومة السورية في هذه المرحلة، فذكر علي أن الموقف يتطلب معالجة دقيقة وشاملة للواقع السياسي والأمني، وأن على الحكومة السورية أن تعمل على تعزيز التواصل مع الطائفة الدرزية في السويداء، بحيث تضمن دعمها وتجنب أي تأثيرات خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار الداخلي.
وختم بالقول، إن من المهم أن تقوم الحكومة السورية على المستوى الدبلوماسي بتعزيز علاقاتها مع القوى الدولية المعنية بالملف السوري، بهدف الضغط على إسرائيل للالتزام بالقرارات الدولية التي تؤكد سيادة سوريا ووحدة أراضيها.