كشف مصدر كردي مسؤول، لـ"إرم نيوز"، تفاصيل مؤتمر "ضخم" سيعقده أكراد سوريا، يوم غدٍ السبت (26 نيسان/ أبريل 2025)، في مدينة القامشلي، شمال شرق البلاد، موضحاً أن اللقاء المرتقب سيتخذ قراراً مصيرياً بتسمية وتشكيل وفد موحد لطرح الرؤية السياسية على السلطات في دمشق، وإعلان الهدف الرئيس للأكراد المتمثل بـ"اللامركزية".
وأفاد المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، بمشاركة أكثر من 400 شخصية في سوريا وغيرها من الدول التي يقطن فيها الأكراد، في المؤتمر الجامع وغير المسبوق، بعد أن باءت عدة محاولات كردية ومبادرات بالفشل خلال أكثر من 12 عاماً.
كما أشار المصدر إلى أن الأكراد سيحددون بدقة رؤيتهم لسوريا المستقبل ويوقعون "وثيقة موحدة"، من خلال صياغة مستقبل ديمقراطي وتعددي للبلاد، التي تحتضن جميع مكوناتها تحت سقف القانون والعدالة.
وقال المصدر إن هذه هي المرة الأولى التي تتفق فيها كافة الأحزاب الكردية على رؤية سياسية موحدة ضمن أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني، بالإضافة إلى أحزاب أخرى خارج الإطارين.
وبحسب المصدر، سيُعقد الكونفرانس، في جزء كبير منه، بعيداً عن وسائل الإعلام، وسيبدأ بكلمة افتتاحية تلقيها هيئة رئاسية (ديوان) مكونة من 3 أعضاء تمت تسميتهم مسبقاً.
ومن المقرر أن يحضر المؤتمر ممثلون عن جميع الأحزاب الكردية، والتنظيمات النسائية والشبيبة، وشخصيات ثقافية واجتماعية وفنانون وشيوخ عشائر، إلى جانب شخصيات كردية قادمة من دمشق، حلب، حماة، الباب، وإعزاز.
ويفتتح أعمال الكونفرانس، في تمام الساعة 10:00 صباحاً، بكلمة ترحيبية وانتخاب ديوان الكونفرانس، يليها كلمة افتتاحية من قبل قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي. بعد ذلك، ستعقد نقاشات وكلمات من قبل الضيوف المشاركين، بالإضافة إلى قراءة الرسائل المرسلة للكونفرانس، بحسب وكالة الأنباء الكردية (ANHA).
وكانت رئاسة إقليم كردستان العراق أعلنت، الخميس، عن لقاء جمع رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، مع الجنرال مظلوم عبدي، في أربيل مساء الأربعاء.
وقالت رئاسة الإقليم في بيان، إن "الاجتماع ناقش آخر تطورات الوضع في سوريا وعلاقات قوات سوريا الديمقراطية والأطراف السياسية الكردية في سوريا مع الحكومة السورية".
وكان مظلوم عبدي وقّع اتفاقية مع الرئيس الانتقالي السوري أحمد الشرع، في 10 مارس/آذار الفائت، تضم دمج "قسد" في الجيش السوري وآلية تقاسم النفط، وغيرها من البنود، ولكنها سرعان ما تصدعت بعد الإعلان عن الحكومة السورية الجديدة التي خلت إلا من وزير واحد من المكون الكردي، وهو محمد عبد الرحمن تركو، وزيراً للتربية.
ويقول مراقبون إن البيت السياسي الكردي بحاجة إلى "رأب صدع"، بين الإدارة الذاتية وذراعها العسكري "قسد" من جهة، وأحزاب المجلس الوطني الكردي "أنكسي" من جهة أخرى.
