اتهم ناشطون سوريون، السلطات الجديدة في دمشق بالقفز فوق رغبات السوريين فيما يتعلق بملف "العدالة الانتقالية" وأبرز مطالبها المتمثلة بمحاكمة رموز النظام السابق المتورطين في جرائم وانتهاكات ضد السوريين.
وتعلو الأصوات المطالبة بتقديم تفسيرات لعمليات التسوية التي تجريها الإدارة الجديدة مع مسؤولين في النظام السابق، والدوافع التي تقف وراء ما يسمونه "إعادة تدوير رموز النظام" عبر إعادة بعضهم إلى مناصب حساسة، فيما يثبت في أكثر من مثال أن بعض من تنتشر أخبار القبض عليهم، هم خارج سوريا يعيشون حياة باذخة بعيدا عن المحاسبة.
ولعل الغضب الذي اجتاح شوارع منطقة التضامن بدمشق، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، عقب رؤية قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" فادي صقر حرا طليقا برفقة وحماية الأمن العام، يشير إلى أن الإدارة السورية الجديدة في وادٍ وعموم السوريين في وادٍ آخر، بما يتعلق بقضية التسويات والمحاكمات، وفقا لمراقبين.
"إرم نيوز" يسلط الضوء على 10 أسماء مثيرة للجدل، باعتبارها كانت جزءا أساسيا في نظام الأسد، فيما بات بعضها الآن مسؤولا في الإدارة الجديدة أو تمت تسوية وضعه، بينما غادر بعضها الآخر سوريا وسط إشاعة أخبار عن اعتقالها ومحاكمتها:
العميد عاطف نجيب
رئيس فرع الأمن السياسي في درعا، وابن خالة بشار الأسد، والمسؤول الأول عن اندلاع الثورة السورية. تم تدوال صورة لاعتقاله ثم صورة لعناصر يضعون حذاء عسكريا فوق رأس شخص على أنه هو، وبعد البحث والتدقيق تبين أن من في الصورة ليس هو.
وأيضاً تم تداول صورة فيصل كلثوم محافظ درعا الأسبق على أنه عاطف نجيب وهو المتوفي منذ 29 أيلول / سبتمر 2021 في مشفى الطلياني بدمشق.
وكشفت مصادر مقربة من عائلة نجيب، أن الأخير ينعم بحياة هانئة في "سويسرا"، على حد تعبيرها.
اللواء محمد الشعار
قام وزير الداخلية الأسبق في نظام الأسد، بتسليم نفسه لإدارة الأمن العام التابعة للإدارة السورية الجديدة، ليخرج عقب ذلك عبر إحدى المحطات العربية، وينكر ارتكابه أي فعل يعاقب عليه القانون "حسب قوله".
لكن العميد المنشق عناد العباس رئيس فرع الديوان العام في وزارة الداخلية السورية (2009-2011) خرج بعد مقابلة الشعار، متهما إياه بارتكاب جرائم وتدليس، حسب تعبيره.
فادي صقر
القائد السابق لميليشيا الدفاع الوطني، وأحد أبرز المتورطين بارتكاب مجزرة التضامن مع المدعو أمجد يوسف، وعدة مجازر وحشية بريف دمشق.
قام صقر بتسوية وضعه مع الإدارة الجديدة، وتوجه إلى شارع نسرين في حي التضامن في مشهد استفز الأهالي، بحماية إدارة الأمن العام الجديد، وهو يسعى، وفقا للمصادر، لتشكيل فصائل مسلحة موالية للإدارة الجديدة، ويسوق لنفسه على أنه شريك في تعزيز السلم الأهلي، ومشاركاً في مؤتمر الحوار الوطني.
العميد طلال العيسمي
أحد أبرز المسؤولين الرئيسيين عن ارتكاب مجازر الجامع العمري ومنطقة الحراك في درعا.
وقالت مصادر مطلعة إن الإدارة السياسية الجديدة قامت بتعيينه قائداً عاماً لشرطة محافظة السويداء.
محمد حمشو
حوت الأعمال والذراع الاقتصادي الأول لبشار وماهر الأسد، تم تسريب مغادرته دمشق، بينما لا يزال حمشو في منزله بحي المالكي وسط دمشق، حيث شوهد مرات عديدة، وهو لا يزال حرا طليقا. ويُعتقد على نطاق واسع بأنه سيكون أحد وجوه الاقتصاد في المرحلة القادمة.
لينا كناية
معاونة وزير شؤون الرئاسة السورية الهارب منصور عزام، وزوجها همام مستو المتهم بالشراكة مع أسماء الأسد في "نهب" الاقتصاد السوري. وما زالت كناية تمارس عملها بشكل طبيعي في قصر الشعب.
رامي السعيد
مدير المكتب القانوني في القصر الجمهوري. ما يزال يمارس عمله بشكل اعتيادي، وهو المسؤول القانوني المباشر لبشار الأسد، والذي كان مكلفا بتأسيس شركات الواجهة والظل التي كان النظام السابق يتهرب عبرها مع العقوبات الغربية، والمسؤول عن كتابة المرسوم الخاص بتجريم التعامل بالدولار، كما يتهم بأنه كان واحدا ممن أثروا عبر بيع خدماتهم للتجار عبر لعب دور الوسيط بينهم وبين القضاة، مستغلا موقعه في القصر الجمهوري.
نزار صدقني
القاضي المتهم بأنه كان واحداً من بين مجموعة حقوقيين استعملهم نظام الأسد لطمس انتهاكات حقوق الإنسان التي قام "قيصر" بتوثيقها وكرسهم ووظفهم لتكذيبها وتفنيدها والتشكيك بها؛ حيث عينته الإدارة الجديدة بمنصب معاون وزير العدل للشؤون القضائية.
محمد جلال التش
تولى منصب أمين سر مجلس نقابة المحامين المركزي بدمشق في عهد الإدارة السياسية الجديدة ، فيما كان أحد أبرز رموز حزب البعث ونظام بشار الأسد.
زياد علي صيطوف
رئيس نادي حطين سابقاً لكرة القدم، وصديق قائد الفرقة الرابعة بالجيش السوري السابق ماهر الأسد، المتهم بتجارة الكبتاغون والمخدرات.
وتقول المصادر إنه قام بدفع مبلغ 250 ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه من قبل إدارة الأمن العام التابعة للإدارة السياسية السورية الجديدة.
