دخل ملف نزع سلاح حزب الله مرحلة حاسمة وسط تحرك داخلي وضغوط دولية، وضعت الحكومة اللبنانية أمام اختبار للسيادة فرض عليها وضع جدول زمني من أجل حصر السلاح بيد الدولة.
وأعاد انتخاب جوزيف عون رئيسا للبنان، فتح ملف السلاح، وهو توجه تبناه رئيس الحكومة نواف سلام، حيث عملت لجنة ثلاثية (الرئاسة–الحكومة–البرلمان) على صياغة موقف موحد بشأن السلاح.
وكان شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب اللبناني، ما اعتمدته الدولة من أجل المضي قدما في سحب السلاح وحصره بيده الدولة.
من جهته أبدى حزب الله موافقته المبدئية دون تقديم جدول زمني لنزع سلاحه، في ظل ضغوط مارستها الورقة الأمريكية التي طلبت من بيروت تقديم جدول زمني لسحب السلاح، وهو ما أقرته جلسة حاسمة للحكومة اللبنانية الثلاثاء، حيث وضعت جدولا يقضي بحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الجاري، وهو ما رفضه حزب الله ولوح بالتصعيد لعرقلة تنفيذ القرار بوساطة تأجيج حاضنته الشعبية.
وفي ظل هذا الحراك، يبرز سؤال عما تبقى لدى حزب الله من ترسانة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان والتي كبدت الحزب خسائر فادحة في قيادات الصف الأول لا سيما الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وكذلك بالعتاد، حيث استطاع الجيش الإسرائيلي استهداف الكثير من مخازن السلاح في جنوب لبنان حتى خلال الـ8 أشهر الماضية التي اعقبت اتفاق وقف إطلاق النار.
ترسانة حزب الله
قبل الحرب كان يمتلك حزب الله بحسب التقديرات نحو 150–200 ألف صاروخ وطائرات مسيرة.
وبحسب تقارير إسرائيلية خسر حزب الله بعد الحرب 80% من ترسانته الصاروخية وكذلك من طائراته المسيرة التي استخدمها بكثافة خلال الحرب مع إسرائيل.
وأشارت إلى أن ما تبقى لدى حزب الله اليوم، صواريخ قصيرة ومتوسطة، ومسيّرات، وأسلحة خفيفة.
ونقلت فرانس برس على لسان خبراء عسكريين تأكيدهم أن ترسانة الحزب تلقت خسائر فادحة جراء الحرب، إضافة إلى تفكيك أكثر من 500 موقع عسكري للحزب في جنوب لبنان على يد الجيش.
وما يزيد من تعقيد الموقف أمام حزب الله، تضاؤل إمكانية إعادة التسليح بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وتلقي طهران ضربة موجعة من قبل واشنطن وتل أبيب، وهو ما يساهم إلى حد كبير في تجفيف منابع تسليح الميليشيا.
وأما عن عدد جنود الميليشيا، فتشير التقديرات إلى امتلاكها أكثر من 100 ألف عنصر قبل الحرب الأخيرة، إلا أن الأرقام الرسمية تشير إلى مقتل أكثر من 4000 شخص خلال الحرب مع إسرائيل، أغلبهم من عناصر حزب الله ومن قيادات الصف الأول.