شرح خبراء في العلاقات الدولية، ما قالوا إنها الأسس التي تعمل عليها إسرائيل، لنشر الفوضى وخلخلة الدول المجاورة لها وانهيار مؤسسات البلدان المحيطة بها، لتقود "الشرق الأوسط" إلى الاشتعال أكثر مما هو عليه، وذلك لتحقيق أهدافها التوسعية متمثلة في تأسيس "إسرائيل الكبرى".
وأوضحوا في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إسرائيل أصبحت في الوقت الحالي، أكثر طمعا مما كانت عليه في 7 أكتوبر 2023، وفتحت شهيتها للاستحواذ على المزيد من الأراضي، من خلال مخطط إثارة الفوضى في دول المنطقة وإشعال البلدان داخليا وتمزيقها.
وأشاروا إلى أن مخطط إسرائيل في إضعاف محيطها، يعمل في المقام الأول على إحلال الفوضى وانعدام المؤسسات داخل الدول وتبديد الجيوش في البلدان المجاورة.
ويقول الخبير في الشؤون الدولية، محمد أشتاتو، إن إسرائيل لن تجد أفضل من العمل على تفجير الحروب في المنطقة، للوصول إلى مآربها وأهدافها القديمة الجديدة.
ويوضح "أشتاتو" أن الفرصة يتم تأهيلها وتمهيدها بالقضاء على ما يسمى بمحور "الممانعة" الذي تقف وراءه طهران، والذي كان وجوده داعما لمخططها بنشر الفوضى في "الشرق الأوسط"، و بالتدريج عبر اتباع الخط الجغرافي من فلسطين إلى لبنان ثم سوريا مرورا بالعراق، يكون العمل على الوصول إلى إيران التي استخدمتها، للقضاء عليها عسكريا واستهداف ما يتعلق بمشروعها النووي، بعد إتمام مهمتها التي استخدمتها كذريعة ضمن صراع "المشروعات التوسعية".
وأشار "أشتاتو" إلى أن العمل على تأسيس "إسرائيل الكبرى" هو الهدف، ليس جغرافيا فقط ولكن اقتصاديا وإستراتيجيا، لتصبح القوى المتحكمة في المنطقة، مستغلة الجانب العسكري بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف "أشتاتو" أن إسرائيل تريد أن تصبح القوة الإقليمية الأهم في المنطقة وهناك تفاهم بينها وبين تركيا في الوقت الحالي، بإنهاء دور إيران وما تم تكوينه من وزن إقليمي لذلك، لاستبدال تركيا مكانها، وأن تكون بديلة لها في ظل ما تراه أنقرة من مصلحة في إزاحة طهران، لتحقيق مصالحها في محيطها.
ونبه "أشتاتو" إلى أن إسرائيل أصبحت في الوقت الحالي، أكثر طمعا مما كانت عليه في 7 أكتوبر 2023، وفتحت شهيتها للاستحواذ على المزيد من الأراضي من خلال مخطط إثارة الفوضى في دول المنطقة وإشعال البلدان داخليا وتفكيكها.
ويتفق معه، الباحث السياسي أحمد العزيزي، بالقول إن تحقيق أهداف إسرائيل، يقوم في الأساس على إضعاف الدول التي تحيط بها في المقام الأول والعمل على تنفيذ المخطط التوسعي المتوارث والذي أخذ الأشكال المحملة بتطلعات ومدفوعة بشراسة مع اليمين المتطرف بوجود رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لتستمر في إشعال المنطقة، حتى تحقق أعلى نسب معدلات لمشروعها التوسعي.
وبين "العزيزي" أن مخطط إسرائيل في إضعاف محيطها، يعمل في المقام الأول على إحلال الفوضى وانعدام المؤسسات داخل الدول وتبديد الجيوش في البلدان المجاورة، وهذا ما دعمتها فيه أمريكا بداية من العراق الذي كان "رمانة ميزان" بالمنطقة، وصولا إلى لبنان وعدم وجود مؤسسات أو رئيس للبلاد أو جيش، وصولا إلى سوريا التي تتهالك والتي تعد المسمار الرئيس في المنطقة.
واستكمل "العزيزي" أنه منذ 7 أكتوبر 2023، كان التصعيد الإسرائيلي ضمن مخطط هدفه تفكيك المنطقة وإضعاف الدول بتعميق الخلخلة الداخلية في بلدان محيطة بها والتي عملت على إفراغها ديموغرافيا لتعيد تشكيل الشرق الأوسط الجديد، بشكل يقوم على الفوضى وتخريب دول، لإعادة تشكيل المنطقة، بما يناسب طموحاتها العقائدية.
وذكر "العزيزي" أن "تل أبيب" ستواصل تشغيل عجلتها العسكرية تمسكا بعدم وصول محيطها إلى الاستقرار الذي يخدمها في وقت جاءت فيه "الجائزة الكبرى" في سوريا ليس في إسقاط النظام الحاكم هناك الذي كانت تستطيع تطويعه، ولكن بقدر العمل على تقسيمها وجعلها دون جيش وهذا ما تحقق بالفعل ليتبدل الحال بميليشيات تجعل لها الذريعة قائمة كما جرى في العراق ولبنان، للتحول في قلب تلك الدول والعمل على جعلها هشة من الداخل دون جيش أو مؤسسات.
ويؤكد "العزيزي" على أن إسرائيل لا تتعامل بما تدعيه من حماية أمنها ووجودها بل يكون العمل على إنهاء وجود من يحيطون بها، وهو ما يحدث في لبنان، بعد أن دمرت بنيته التحتية، لتستمر في الهجمات على الرغم من وجود اتفاق وقف إطلاق النار حتى تسيطر على مساحات أكبر.
ونفس الحال في سوريا، بحسب "العزيزي" لافتا إلى أنه على الرغم من سقوط نظام الأسد وإنهاء وجود الميليشيات الإيرانية التي فتحت طرق عدة لها في مراحل سابقة في تنفيذ مخططها، تستكمل هدفها بالاستيلاء على أراض في الداخل السوري مستغلة حل الجيش وتفكيكه وعدم وجود مؤسسات تستطيع ولو حتى التنديد على الأقل، بهذا السلوك العدواني، ليكون من الطبيعي صمت المجتمع الدولي.