logo
العالم العربي

"8200".. خفايا "أخطر" وحدة استخباراتية في الجيش الإسرائيلي

"8200".. خفايا "أخطر" وحدة استخباراتية في الجيش الإسرائيلي
قوات إسرائيلية في غزةالمصدر: (أ ف ب)
13 سبتمبر 2024، 8:10 ص

بعد يوم من استقالة قائد الوحدة 8200 الاستخباراتية "الأكبر والأهم" في إسرائيل على خلفية إخفاقه في هجوم 7 أكتوبر، طرحت تساؤلات حول أهمية الوحدة ودورها ومهامها وهيكلها التنظيمي. 

وتعد هذه الوحدة هدفًا لميليشيا "حزب الله"، إذ أعلنت مؤخرًا أنها استهدفتها خلال ردها على اغتيال إسرائيل للقيادي في صفوفها فؤاد شكر، وهو ما نفته إسرائيل حينها. 

الوحدة 8200 من أبرز الوحدات الاستخباراتية في الجيش الإسرائيلي، إذ أثير الجدل حول عدم قدرتها على التنبؤ بهجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي، حين باغت مسلحو الحركة إسرائيل، ما أدى لمقتل قرابة 1200 شخص وأسر 250 آخرين كرهائن، بحسب السلطات الإسرائيلية، كما قتل أكثر من 41 ألف فلسطيني جراء العمليات الإسرائيلية التي أتت ردًّا على الهجوم، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.

نشأتها

تأسست باسم "شين ميم 2" في ثلاثينيات القرن الماضي تحت الانتداب البريطاني، وفق موقع "غريدي داينميكس".

وتطورت الوحدة 8200 من بداياتها المتواضعة إلى أن أصبحت قوة استخباراتية وتكنولوجية ذات صيت داخل الجيش الإسرائيلي.

وكانت مهمتها الأساسية في البداية التنصت على الهواتف في المناطق المجاورة، وقد خضعت لعدة تغييرات في الاسم على مر السنين، بحسب ما ذكره كتاب "الوحدة الإسرائيلية 8200 ودورها في خدمة التكنولوجيا".

وتعكس التغييرات التي طرأت على اسم هذه الوحدة المهمة، دورها المتطور وقدراتها المتزايدة، والوحدة 8200 هي المقابل الإسرائيلي لوكالة الأمن القومي الأمريكية.

تكيفت هويتها مع التحولات في مجال الاستخبارات العسكرية، إذ تغير اسمها مرات عديدة من "خدمة الاستخبارات 2" (S.M.2) إلى "وحدة التجميع المركزية"، ثم "الوحدة 5:15" ("خمسة وربع")، ولاحقًا إلى "الوحدة 848" ("ثمانية أربعة ثمانية").

ويُقدر عدد أفراد الوحدة بنحو 5000 شخص.

الهيكل التنظيمي

تشير المنشورات العسكرية الإسرائيلية إلى "الوحدة 8200" بوصفها الوحدة المركزية في قيادة الاستخبارات، ويشار إليها أحيانًا باسم "الوحدة الوطنية للاستخبارات الإشاراتية الإسرائيلية" (ISNU) وتخضع الوحدة لإدارة الاستخبارات العسكرية (AMAN).

تتكون الوحدة بشكل أساسي من شباب وشابات تتراوح أعمارهم بين 18 و21 عامًا.

يعتبرها الكثيرون مؤسسة مرموقة، إذ يمكن للخريجين، عند مغادرتهم الخدمة، الاستفادة من مهاراتهم للتوظيف في إسرائيل أو في شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

قيادتها

تقع الوحدة 8200 تحت قيادة لواء، وتظل هويته سرية طوال مدة خدمته.

عادةً ما يكون نائبه برتبة مقدم. وفي التصريحات العامة، يُشَار إليهما باستخدام رتبتهما وحرف واحد فقط، وفق موقع "غريدي داينميكس".

تعد الوحدة 8200 واحدة من ثلاثة أجزاء تتكون منها إدارة الاستخبارات العسكرية، وفق ما جاء في الموقع ذاته، والذي أكد أن الوحدات الثلاث الرئيسة في هذه الإدارة هي الوحدة 8200، الوحدة 9900، والوحدة 504.

تعتبر الوحدة 8200 الأكبر بين هذه الوحدات وتعمل كالوحدة الأساسية لجمع المعلومات في إدارة الاستخبارات العسكرية.

آلية التوظيف

بينما الخدمة في الجيش الإسرائيلي إلزامية لمعظم الإسرائيليين عند بلوغهم سن 18، يخضع جميع الأفراد من قبل الجيش الإسرائيلي للتدقيق عند اقترابهم من تخرجهم من المدرسة الثانوية، ولدى الوحدة 8200 الحق في اختيار من ترغب به، وفق "غريدي داينميكس".

أحيانًا، تبدأ الوحدة في تتبع المرشحين المحتملين منذ سن مبكرة، من خلال برنامج مدرسي يُعرف باسم "ماجشميم"، وفقًا لمجلة فوربس.

دورها في الحروب 

يقول موقع "غريدي داينميكس" إنه كان لهذه الوحدة، التي كانت تعرف حينها باسم "515"، دور بارز في اعتراض المكالمات والتنصت وتتبع أخبار الدول المعادية وقتها. 

ولفت الموقع أيضًا إلى أنه، في مارس العام 2004، بعد حرب العراق، أثيرت نقاشات بشأن إعادة تنظيم الوحدة 8200 لتصبح وكالة استخبارات إشارات وطنية مدارة من قبل المدنيين.

وتحت قيادة عاموس يادلين، تحولت الوحدة 8200 إلى قوة رائدة في حرب السيبرانية الهجومية.

وعلى مر السنين، نالت الوحدة إشادات من رؤساء أركان الجيش الإسرائيلي لمساهماتها الاستثنائية في الأمن والأنشطة العملياتية.

يذكر أنه في فبراير العام 2018، لعبت الوحدة 8200 دورًا حاسمًا في إحباط هجوم محتمل من داعش في أستراليا، بحسب الموقع نفسه.

وأظهرت الوحدة أيضًا مرونة تتجاوز المهام الاستخباراتية التقليدية. فخلال جائحة كورونا، ساعد أعضاء الوحدة في تأسيس المركز الوطني للمعلومات والمعرفة لحملة فيروس كورونا.

مع ذلك، وخلال ما تسميه إسرائيل بمعركة "السيف الحديدي"، في العام 2023، ظهرت تقارير عن ثغرات في مراقبة اتصالات حماس، وفق "غريدي داينميكس".

ويتجاوز إرث الوحدة 8200 حدود مشاركاتها العسكرية، إذ يساهم العديد من خريجيها في إعادة تشكيل صناعة التكنولوجيا على المستوى العالمي. 

ومن أبرز الأمثلة على ذلك، مجموعة NSO التي أسسها أعضاء سابقون في الوحدة، والتي اكتسبت شهرة لتطويرها برمجيات متقدمة في مجال التجسس الإلكتروني، ومن بين هذه البرمجيات أداة بيغاسوس المثيرة للجدل، التي تُتهم باستخدامها في عمليات المراقبة والاختراق.

 وقال الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، إن رئيس الوحدة 8200، "أكبر وأهم" وحدة استخبارات في الجيش الإسرائيلي، وفق تعبير صحيفة "وول ستريت جورنال"، أبلغ قادته أنه سيتنحى عن منصبه في المستقبل القريب. 

وكتب يوسي سارييل في رسالة شرح فيها سبب استقالته: "في يوم 7 أكتوبر الساعة 6:29 صباحًا، لم أقم بمهمتي كما توقعت من نفسي، وكما توقع مني قادتي ومرؤوسي، وكما توقع مني مواطنو الأمة التي أحبها كثيرًا".

;
logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC