تقارير صينية: سفينتان حربيتان من كندا وأستراليا تعبران مضيق تايوان
احتفت إسرائيل بظهور أول ميليشيا مسلحة مضادة لحركة "حماس" في غزة، واعتبرتها بداية ميدانية حقيقية لانهيار سلطة الحركة في القطاع.
والحديث يدور عن مجموعة ياسر أبو شباب المسلحة، الذي تتهمه حماس بالعمالة لإسرائيل، وهو يقول إنه تابع لحركة فتح. ولم تعلق "فتح" على ذلك، وفق ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية والقناة 14 العبرية.
ومن ناحيتها، نشرت حماس لقطات مصورة لمقتل عدد من السكان المحليين في قطاع غزة في تفجير نفذته الحركة، وقالت إن القتلى ينتمون إلى قوة محلية ساعدت الجيش الإسرائيلي.
ووفقًا لتوثيقات حماس، التي أشارت لها القناة 14 العبرية، فإن القتلى هم من من رجال ياسر أبو شباب، وهو شخصية محلية مثيرة للجدل تعمل في جنوب قطاع غزة.
وأبو شباب من سكان رفح، وينتمي إلى قبيلة الترابين، وهي قبيلة بدوية تنشط في سيناء والنقب وغزة، ويُعتبر شخصية محلية تعمل في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
وبحسب المعلومات الإسرائيلية، شاركت جماعة أبو الشباب في تأمين قوافل المساعدات الإنسانية الداخلة إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن القوة العسكرية لأبو الشباب تتراوح بين عشرات وبضع مئات من العناصر المسلحة.
ووفق الرواية الإسرائيلية، كان أبو شباب تاجر مخدرات معروفًا قبل الحرب، وقضى فترة في سجن حماس، بتهمة العمالة لإسرائيل.
ويُنظر إلى أبو شباب بوصفه قاطع طرق استغل سيطرته على القطاع لنهب شاحنات المساعدات، بحسب اتهامات حماس وكبار مسؤولي الأمم المتحدة، فيما يرى آخرون أنه يحاول منع حماس من الاستيلاء على المساعدات الإنسانية.
وبعد غياب دام عدة أشهر عن الميدان، عادت جماعة أبو الشباب للظهور في 10 مايو/أيار، بالتزامن مع استئناف دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع.
ورُصد عناصر الجماعة في مناطق لا يعمل فيها سوى الجيش الإسرائيلي، ما يعزز القول إنها تعمل بتنسيق أو تحت إشراف إسرائيلي.
وبالإضافة إلى ذلك، تشير شهادات مختلفة إلى أن رجال أبو الشباب ساعدوا في تأمين وتشغيل مجمعات توزيع المساعدات الإسرائيلية الأميركية، التي أنشئت الأسبوع الماضي في جنوب قطاع غزة.
وتقول القناة 14 وكان والقناة 11 العبرية، إنه في قطاع غزة المُدمَّر، أصبحت الشخصيات المحلية المسلحة جزءًا لا يتجزأ من الصراع على السيطرة. والآن، يبدو أن إسرائيل تتعاون معهم لإضعاف حماس وإلحاق الضرر بها.
ومن جانبه، يقول أبو شباب إنه يعمل تحت إشراف السلطة الفلسطينية في رفح، وإنه أنشأ قوة تهدف إلى حماية الفلسطينيين مما وصفه بإرهاب حكومة الأمر الواقع على الأرض، ممثلة في حماس.
وذكر أبو شباب في رسالة مسجلة أنه يعمل "تحت إشراف الحكومة الفلسطينية الشرعية"، قاصدا السلطة الفلسطينية، وقال إنه يعمل بتوجيهاتها وبالتنسيق الكامل معها.
ودعا سكان شرق رفح إلى العودة إلى منازلهم سالمين، مؤكدًا أنهم سيضمنون لهم المأوى والطعام.
وأعلن أبو شباب عن تشكيل قوة لحماية الفلسطينيين من "إرهاب حكومة حماس"، ومن "سارقي المساعدات". وأوضح أنه يحمي المساعدات ويوزعها على مئات العائلات في مناطق شرق رفح.
وجاء في بيان صدر عنه أن رجاله موجودون في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي "ليس باختيارهم، بل بدافع الضرورة، لمنع خطة التهجير"، وأنهم يوزعون المساعدات مجانًا، كما أفادت هيئة البث الإسرائيلية.
في الفيديو الذي نشره، يظهر أفراد من الميليشيا نفسها بقيادة أبو شباب وهم ينصبون خيامًا ويوزعون مساعدات على العائلات. كما دعت الميليشيا نفسها "جميع وسائل الإعلام" إلى المنطقة التي تتواجد فيها لمتابعة أنشطتها.
وبدأ رجال أبو الشباب مؤخرًا بتفتيش أحياء رفح الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي.
ونقلا عن مصادر مقربة من حماس، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الميليشيا التي يقودها أبو شباب تضم نحو 300 عنصر، 50 منهم استقدمهم بنفسه. أما البقية، فقد جُنِّدوا عبر مخابرات السلطة الفلسطينية، ومن بينهم عناصر من "كتائب شهداء الأقصى"، الذين أُضيفوا، بموجب اتفاق مع السلطة عام 2005، إلى أجهزتها الأمنية التي كانت تعمل في قطاع غزة قبل انقلاب حماس.
وتشير هيئة البث إلى أن تحقيقات لحماس مع عناصر الميليشيا كشفت أنهم كانوا يتقاضون "راتبًا أساسيًا قدره نحو 650 دولارًا شهريًا، مع زيادات".
وذكرت الحركة أن بعض هؤلاء متورطون في جرائم قتل وسطو وسرقة خلال الحرب، وبعضهم ينتمي إلى فصيل سلفي متطرف كان يُثير المشاكل لحكومة حماس سابقًا.
وأحد أفراد المجموعة نفسها هاجم مجموعة من عناصر حماس شمال مخيم النصيرات، فقتل بعضهم واستولى على معداتهم العسكرية.