أفادت صحيفة عبرية بأن أجواء من التوتر والاحتقان سادت قيادة الجيش الإسرائيلي تزامنًا مع ظهور نتائج تحقيقات "لجنة ترجمان"، المعنية برصد إخفاقات المستوى السياسي والعسكري الإسرائيليين في حرب غزة.
ولفتت إلى أن هذه الأجواء ظهر جانب منها في تصريحات ضابط (احتياط) كبير أمام رئيس الأركان إيال زامير، مؤكدًا أن "إسرائيل خاضت حرب غزة دون خطة عسكرية واضحة".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "تصريحات ضابط الاحتياط جرت في "مؤتمر مغلق" قبل أسبوع تقريبًا، لكنها لاقت حظر نشر من جانب الرقابة العسكرية".
وأقر الضابط، الذي يخدم في قيادة الجبهة الجنوبية، بأن "القيادة لم تضع مع بدء الحرب خططًا عملياتية مناسبة للعمل العسكري ضد حماس".
وكشف أنه "اضطر شخصيًا لإعداد تصورات عملياتية للحرب، بداية من نقطة الصفر، خلال الأسابيع الثلاثة التي استبقت الاجتياح البري للقطاع".
ووفقًا للصحيفة العبرية، يشغل ضابط الاحتياط برتبة عميد موقعًا بالغ الحساسية على خط نار الجبهة الجنوبية، منذ يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولم يعد إلى الحياة المدنية حتى الآن.
وأمام عشرات الضباط الذين حضروا "المؤتمر المغلق"، وجه ضابط الاحتياط كلامه إلى رئيس الأركان إيال زامير.
وأشار إلى أن "استراتيجية قائد المنطقة الجنوبية في حرب غزة اقتصرت على الشعارات فقط، وبينما وضع لافتات في كل الزوايا تحرض على حتمية الاستعداد للحرب من أجل النصر، مارس في الواقع نشاطًا يغاير ذلك تمامًا".
وتابع: "حتى الخطط التي جرى إعدادها من جانب ضباط صغار، وهدفت إلى مباغتة حماس ومهاجمة مواقعها السريَّة، أثبتت عدم فائدتها على أرض الواقع".
وطالب الضابط رئيس الأركان "بإجراء تحقيق شامل وعلني ودقيق في أحداث الحرب، دون أي أكاذيب، حتى نتمكن من استقاء العبر والدروس".
ولفت إلى أنه، وإيال زامير، وقائد الجبهة الجنوبية الحالي، اللواء يانيف عاشور، جسدوا أفضل تغييرات طرأت على صفوف القيادة العسكرية خلال عام 2025، وفق تعبيره.
ورفض المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي التعليق على تصريحات ضابط الاحتياط الكبير، وقال: "لا نعلق على ما يقال في مؤتمرات عملياتية مغلقة".