كشفت تقارير عبرية عن ضغوط شديدة تمارسها الإدارة الأمريكية، على حركة "حماس"، في الأيام الأخيرة، من أجل إعادة جثة هادار غولدن الضابط الإسرائيلي المختطف منذ 11 عاما، لإسرائيل.
ونقلت القناة عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن "إدارة ترامب مارست ضغوطا على حماس في الأيام الأخيرة لإعادة جثمان الجندي الإسرائيلي المخطوف هدار غولدن إلى إسرائيل، لإتاحة المجال للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين لإنهاء أزمة المسلحين العالقين في أنفاق رفح".
واستدرك المسؤول الأمريكي قائلًا في حديثه للقناة: "إلا أنه حتى وقت متأخر من مساء السبت، لم يتضح بعد متى؟ وما إذا كانت حركة حماس تنوي إعادة جثة الطيار المختطف؟".
وقالت القناة العبرية إن "الأمريكيين يرون أن بقاء مسلحي حماس داخل الأنفاق في رفح يشكل مصدر توتر أدى إلى تصعيدين خطيرين وقوّض وقف إطلاق النار، وهم يريدون تفكيك هذا اللغم".
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن "إدارة ترامب نقلت أيضا إلى إسرائيل رسالة مفادها أن هذا الحدث يمكن أن يتحول إلى نوع من المشروع التجريبي لنزع سلاح حماس في غزة"، بحسب القناة العبرية.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن "ممثلين عن حماس والصليب الأحمر ومصر، أجروا خلال 24 الساعة الماضية، عمليات بحث في رفح للعثور على جثة غولدن".
وتابع المسؤول الأمريكي قائلًا: "إذا أعادت حماس جثة هدار غولدن، فإن ذلك سيسمح لنتنياهو بحيز سياسي أكبر لإنهاء أزمة 200 مسلح من حماس عالقين في أنفاق رفح".
وكشف المسؤول الأمريكي أن "الترتيبات التي تريد إدارة ترامب حدوثها تتمثل في 3 خطوات تمهد لإنهاء أزمة المسلحين العالقين في الأنفاق".
واستعرض تلك الترتيبات قائلا: "أولا: إعادة المختطف هدار غولدن إلى إسرائيل، ثانيًا: تسليم مقاتلي حماس أسلحتهم واستسلامهم مقابل "عفو وممر آمن" إلى المنطقة التي تسيطر عليها حماس أو ترحيلهم لدولة ثالثة، وثالثا: تدمير الأنفاق التي كان المسلحون يقيمون فيها".
ولفت المسؤول الأمريكي إلى أنه "لم يتم حتى الآن العثور على دولة توافق على استقبال أولئك المسلحين"، مشيرًا إلى أنه "بهذه الطريقة يمكننا أن نقدم نموذجا لنزع سلاح حماس سلميّاً".
وتقول القناة الـ12 إنه "إذا أُعيدت جثة هدار غولدن إلى إسرائيل، سيزداد الضغط الأمريكي على إسرائيل من أجل قبول صفقة رفح المتعلقة بمسلحي حماس العالقين في الأنفاق".
ورجحت القناة العبرية وصول مبعوثي الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، إلى إسرائيل، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لمحاولة إتمام الصفقة".
في المقابل، نقلت القناة ذاتها عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع رفضا قاطعا للمقترح الأمريكي؛ إذ قال: "لا يوجد اتفاق على عودة غولدن، ومسلحو رفح ليس أمامهم إلا الاستسلام أو الموت"، حسب تعبيره.
وتعهد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، السبت، خلال زيارة لمنزل عائلة الجندي هدار غولدن، بإعادة رفاته، بعد أن أوردت وسائل إعلام أن "حماس" عثرت على جثته في نفق.
جاء ذلك بعد أن نشرت القناة الـ12 العبرية، في وقت لاحق، تصريحات لمصادر في "حماس" مفادها أن الحركة عثرت على رفات هدار غولدن داخل نفق في رفح.
وكانت إسرائيل، تسلمت، مساء الجمعة، جثة جندي إسرائيلي برتبة رقيب يدعى ليؤور رودايف، كان محتجزا لدى "سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" في غزة.
يشار إلى أن هدار غولدن ضابط إسرائيلي برتبة ملازم في لواء "غفعاتي"، اختطفه مسلحون من "كتائب القسام" ذراع "حماس" العسكرية، في الـ1 من أغسطس/ آب 2014 شرقي مدينة رفح، خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع آنذاك.
وكان غولدن (23 عاما) ضابطا في وحدة إسرائيلية مكلفة بتحديد مواقع أنفاق "حماس" وتدميرها، وقُتل مطلع أغسطس/ آب 2014، بعد ساعات فقط من سريان وقف إطلاق نار إنساني لمدة 72 ساعة.