ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الخميس، أن الجيش اللبناني حقق تقدماً كبيراً في إبعاد حزب الله عن الحدود الإسرائيلية، كما كشفت عن توسيع الجيش النظامي لوجوده في الجنوب، بموازاة العمل على تفكيك مواقع الحزب وسحب أسلحته.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن رئيس الوزراء اللبناني الجديد، نواف سلام أن "الجيش يتقدم تقدماً ملحوظاً، ويوسع ويعزز وجوده في الجنوب"، مشدداً على أن بلاده تعمل على ضمان حق الدولة في احتكار حمل السلاح "شمال وجنوب الليطاني".
وزاد الجيش اللبناني من انتشاره في جنوب البلاد خلال الأشهر القليلة الماضية، وصادر أسلحة حزب الله وفكك مواقعه بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين الجماعة المسلحة وإسرائيل.
وحتى الآن، نُشر 1500 جندي إضافي في جنوب البلاد، الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل، ليصل العدد الإجمالي إلى 6000 جندي، ولا يزال 4000 جندي آخرين قيد التجنيد، وفقاً لمسؤولين عسكريين.
كما استأنفت القوات المسلحة طلعاتها الاستطلاعية، وأقامت نقاط تفتيش، وأمنت البلدات بعد انسحاب الجنود الإسرائيليين.
وقال دبلوماسي مطلع على الأمر، تحدث كغيره شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة موضوع حساس، إن اللجنة تتلقى إحداثيات مستودعات الأسلحة ومنصات إطلاق الصواريخ من الإسرائيليين أو قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ثم يتخذ الجيش اللبناني الإجراءات اللازمة.
وأضاف الدبلوماسي أن القوات المسلحة قامت حتى الآن بتفكيك أكثر من 500 موقع عسكري يديره حزب الله وجماعات أخرى.
وفي الأسابيع الأخيرة، تزايدت الدعوات للجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله في جميع أنحاء البلاد، وليس فقط جنوب نهر الليطاني في المنطقة الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل.
وفي زيارة لها مطلع أبريل/نيسان، حثّت نائب المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، المسؤولين الحكوميين على بسط سيطرتهم الكاملة على البلاد.
وعلى الرغم من التقدم الذي يُحرزه الجيش في الجنوب، إلا أنه سيواجه تحدياً كبيراً في نزع سلاح حزب الله في بقية أنحاء البلاد، فالجيش مُنهك في ظل سعيه خلال الأشهر القليلة الماضية لتعزيز الحدود مع سوريا وسط اشتباكات متقطعة بين المهربين والحكومة السورية الجديدة.
كما يُعاني الجيش، مثل معظم أنحاء لبنان، من الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ويعتمد على المساعدات الخارجية لتمويل كل شيء، من رواتب الجنود إلى الوقود والغذاء.
وتلقى الجيش أكثر من 3 مليارات دولار كمساعدات من الحكومة الأمريكية منذ 2006. وصرح سلام بأن حكومته تُناقش زيادة رواتب الجنود في ميزانية العام المقبل.