أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب خاصة بعد مواجهات غير تقليدية وقعت بين قوات الجيش وميليشيا مسلحة من المستوطنين في الضفة الغربية، فقد باغتت هذه المجموعات من المستوطنين الضباط والجنود، وهاجموهم بقوة، وتم القبض على 9 منهم وسط تعتيم على المصابين.
وقعت الأحداث قرب قرية مالك بجانب مستوطنة بنيامين قرب رام الله، التي شهدت قبل أيام قليلة وقوع هجوم دموي من المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، قُتل فيها 3 فلسطينيين، وأُلحقت أضرار جسيمة بالممتلكات الفلسطينية.
ووفقًا لتصريحات مصادر أمنية إسرائيلية لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، هاجم المستوطنون، الذين يبدو أنهم قدموا من بؤرة استيطانية جديدة أُقيمت قرب القرية، القوات الإسرائيلية بعنف.
ونقلت العديد من وسائل الإعلام العبرية تفاصيل المواجهة الخطيرة، وأفاد خلالها جنود الاحتياط من كتيبة قطاع غزة الذين وصلوا إلى مكان الحادث بأنهم تعرضوا لاعتداء من المستوطنين، فقد اعتدوا عليهم بالضرب والخنق ورشقوهم بالحجارة.
وكان من بين الجنود الذين تعرضوا للاعتداء قائد الكتيبة نفسه. وبالإضافة إلى الاعتداءات، قام المستوطنون أيضًا بثقب إطارات مركبات قوات الأمن ليعطلوهم عن مطاردتهم، واتهموهم بحماية العرب، فلا يرددون كلمة "الفلسطينيين" بالمرة.
من جانب آخر، يزعم المستوطنون أن المواجهة اندلعت بعد أن ترجّل قائد الكتيبة من مركبته وبدأ إطلاق النار في الهواء، والصراخ على المستوطنين وتهديدهم.
بينما قال الجيش إنه أطلقت 3 طلقات تحذيرية في الهواء، بعد أن "خرجت" المواجهات عن السيطرة.
وفي اللقطات التي نشرها المستوطنون من الحادثة مساء السبت، يُسمع الجنود يأمرونهم برفع أيديهم والاستلقاء على الأرض.
وفي أحد المقاطع، يُسمع المستوطنون وهم يوبّخون الجنود قائلين: "أي نوع من الرجال أنتم؟ ها هو الجيش الإسرائيلي قادم إلينا بالسلاح. يريدون قتلنا".
ومن التوثيقات، يُسمع أيضا الجنود وهم يطالبون المستوطنين بالتوقف والصمت، ويوبخهم أحدهم بغضب: "اصمتوا كم من الدمار أحدثتموه هنا في اليومين الماضيين". وفي المقطع، يشاهد قائد الكتيبة وهو يقترب من المصور ممسكًا بسلاحه، مطالبا إياه بإيقاف التصوير.
ووفق "هيئة البث" الإسرائيلية، ادعى ممثلو المستوطنين الذين كانوا هناك أن "الحادثة بدأت مع مطلع السبت، عندما غادرت قوة من حرس الحدود كانت متمركزة في البؤرة الاستيطانية التي أُخليت في وقت سابق من اليوم.
وتلقى المستوطنون الذين كانوا يخططون للعودة مساء السبت تنبيهات تفيد بأن الفلسطينيين يعتزمون الصعود لإحراق البؤرة الاستيطانية، فعادوا إلى المنطقة مع بداية السبت.
وفي حوالي الساعة العاشرة مساءً، صعدت سيارة مطفأة الأنوار نحو التل. خاف المستوطنون من أن تكون سيارة فلسطينية معادية، فتوجهوا نحوها بسيارتهم، لكن اتضح أنها سيارة جيب تابعة لقائد القطاع في الجيش الإسرائيلي الذي ترجل من سيارته وبدأ إطلاق الرصاص الحي فوق رؤوس المستوطنين، وهو يصرخ عليهم ليجلسوا على الأرض.