رئيس الموساد يعتبر أن على إسرائيل "ضمان" عدم استئناف إيران لبرنامجها النووي

logo
العالم العربي

المجلس العلوي لـ"إرم نيوز": الفيدرالية هي الحل الأنسب لحماية الأقليات السورية

منى غانم

كشفت السياسية السورية، ومديرة مكتب التنسيق والعلاقات العامة في المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر، منى غانم، أن قضية العلويين لا تشكل أولوية لدى الدول الأوروبية أو غيرها، بسبب الموقف من بشار الأسد، ونفت وجود جهات دولية داعمة للمجلس العلوي، مؤكدة أن الفيدرالية هي الحل الأنسب لحماية الأقليات السورية.

وأوضحت أن القضية التي يحملونها "كمجلس علوي" في كل اجتماعاتهم الدولية هي مطلب الفيدرالية باعتبارها الحل الأنسب لسوريا الممزقة الخارجة من حرب أهلية.

أخبار ذات علاقة

دبابة سورية محترقة على مدخل السويداء بالأحداث الأخيرة

الغارديان: انفلات السلاح ووضع الأقليات يهددان بـ "انفجار كبير" في سوريا

"الأقليات" في جنيف

تقول منى غانم إن الهدف من الاجتماعات التي عقدها ممثلو المجلس العلوي في جنيف على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان، هو إيصال صوت العلويين وشرح "واقعهم الأليم" للمجتمع الدولي، ضمن وفد يضم كل الأقليات السورية (مسيحيين وإيزيديين وكرد ودروز وعلويين).

وأشارت منسقة المجلس العلوي في حوار مع "إرم نيوز"، إلى أن هذه الاجتماعات لممثلي الأقليات السورية، لم تكن ممكنة لولا الدعوة التي وفرتها روان عثمان، وهي ناشطة سورية تحمل الجنسية الألمانية (معروفة بقربها من إسرائيل، ودعوتها للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية).

وأضافت: "تحدثنا في الاجتماعات عن الواقع الراهن للأقليات في سوريا، والانتهاكات التي تتعرض لها هذه الأقليات، وعقدنا مؤتمرًا صحفيًا تحدثنا فيه عن كل ما سبق، وكيف أن الأقليات السورية اليوم تطالب بحل جذري لواقعها الأليم، لأنها لا تملك حتى خيار السفر"، موضحة أن "الخيارات المتاحة للأقليات معدومة باستثناء المطالبة بالفيدرالية التي تستطيع عندها أن تدير شؤون مناطقها بالتعاون والتنسيق مع شعوب المنطقة بشكل منعزل عن سلطة دمشق".

وذكرت غانم أن "ممثلي الأقليات السورية التقوا في هذه الاجتماعات بعدد من السفراء والمعنيين بالشأن السوري، حيث تم التداول في مستقبل سوريا ومستقبل الأقليات فيها".

وأوضحت أن "كل هذه اللقاءات كانت لقاءات متعددة الأطراف ولم تكن هناك لقاءات ثنائية، نحن حريصون على أن يكون مصيرنا كعلويين مرتبط بمصير باقي الأقليات في سوريا، لأننا نحن من يشكل الطبيعة المميزة لسوريا، عبر وجود كل هذه الأقليات والعيش المشترك بين كل هذه الأقليات"، حسب قولها.

أخبار ذات علاقة

مقاتل من القوات السورية الجديدة

السلاح أم الحوار.. كيف تحسم الإدارة السورية ملف الأقليات؟

 رسالة العلويين

ولفتت منسقة المجلس العلوي إلى أن "الرسالة الأساسية التي يحاول المجلس العلوي إيصالها إلى الأوروبيين، مفادها أن العلويين شعب محب للسلام، وأن كل الأفكار التي تم تداولها من خلال سلطة الأسدين هي أفكار مغلوطة، حيث استغلت هذه السلطة الطائفة العلوية لخدمة مآربها، ولم تسمح لها بالنمو والازدهار وفق طبيعتها، أما الرسالة الثانية التي نريد أن نقولها فهي أننا لسنا مسؤولين عن بشار الأسد وليس لنا علاقة به، وأننا مفتحون على علاقات العيش المشترك والسلام مع كل شعوب المنطقة"، حسب قولها.

وتضيف: "رسالتنا الأخرى التي أردنا إيصالها هي أننا لم نُمنَح قط حق اختيار طموحاتنا السياسية، بل كنا مجبرين منذ الاستقلال بسبب الظروف التي كان يحيا فيها العلويون، على الدخول إلى الجيش، ليس فقط العلويون؛ بل كل الأقليات، التي شكلت العمود الفقري للجيش السوري، سواء خلال فترة الانتداب الفرنسي أم بعد الاستقلال، ولذلك، "وجدنا أنفسنا مضطرين أن نكون في الجيش لأنه كان الفرصة الوحيدة لأبناء الطائفة الفقيرة الموجودة في الجبال"، وتؤكد "كان لدى العلويين اهتمام كبير بأن تكون سوريا دولة للجميع، وقد ضحوا وقدموا الكثير في سبيل هذا الموضوع".

"سابقة" تاريخية

تقول غانم إن "كلمة الشيخ غزال غزال كانت مهمة جدًا في المؤتمر الصحفي لأن هذه أول مرة يقوم فيها شيخ علوي بالتحدث إلى العالم بصفته العلوية على مر التاريخ، فكان هذا الموضوع مهم جدًا جدًا، بالإضافة إلى أن كلمته حملت العديد من الرسائل المهمة وبينت واقع العلويين، وطالبت بعدم النظر إلى العلويين كفلول، لأن هذا الأمر فيه ظلم كبير وتجنٍّ على هذه الطائفة التي استغلها بشار الأسد لخدمة مصالحه".

وتأسف غانم - رغم ذلك - لعدم وجود تجاوب دولي تجاه محنة العلويين الحالية، موضحة أن العلويين غير حاضرين على ملف أي دولة، وهذا أيضًا بسبب بشار الأسد الذي "فضل الهرب وتسليم البلاد إلى الإرهاب بدلًا من أن يقوم بتسويات سياسية يضمن فيها على الأقل حياة الناس السوريين كرئيس جمهورية"، ولذلك - تقول منى غانم - "أنا دائمًا أقول إن هروب بشار الأسد هو بمنزلة الخيانة العظمى للبلد، خاصة لمؤسسة الجيش السوري".

وتعرب السياسية السورية عن اعتقادها أن أوروبا - باستثناء بعض الدول - لا تريد مواجهة مع السلطة الحالية، لكن هناك مثلًا دولة هولندا التي أصدرت قرارًا بحماية الأقليات، و"أعتقد أنها مهتمة أيضًا بهذا الملف".

وتنفي غانم وجود جهات دولية داعمة للمجلس العلوي، وتؤكد "نحن نعمل بجهودنا الشخصية وبإمكانياتنا لإيصال صوتنا إلى أكبر عدد ممكن من الدول في المجتمع الدولي".

أخبار ذات علاقة

مدينة اللاذقية

"الفيدرالية حل نهائي".. الإعلان رسمياً عن "المجلس السياسي لوسط وغرب سوريا"

 الفيدرالية.. حل

تشدد منسقة المجلس العلوي على أن "المجلس العلوي يرى في الفيدرالية حلًا وحيدًا لدولة مثل سوريا مزقتها الحرب الأهلية والمجازر"، ولكنها تشير إلى أن "هذا المطلب يجب أن تتوحد عليه كل المكونات السورية، بحيث يكون نظام الحكم الذي سيتشكل في سوريا المستقبل هو الذي يتم التوافق عليه بين كل السوريين في محتلف المناطق السورية".

وتضيف: "أعتقد أن هذا هو النموذج الأفضل أن نسعى لكي نقرب وجهات النظر ونتفق كلنا مع بعضنا على شكل الحكم الأفضل بعد الحرب، في الدول التي تعاني من الحروب كثيرًا ما تكون الفيدرالية هي الشكل الأفضل لهذه الدول".

لا تمتلك منى غانم معلومات عن عمليات عسكرية قريبة أو تطورات دراماتيكية في الساحل، وتأمل - كما تقول - أن "تتم الحلول في سوريا بأقل فاتورة دم ممكنة، عبر عملية سياسية على المستوى الدولي، من خلال اعتماد قرار جديد في مجلس الأمن يؤكد الفيدراليات بالتنسيق مع سلطة الأمر الواقع، وهذا سيكون الحل الأفضل، بدلًا من الذهاب إلى مواجهات عسكرية".

وعن خشيتها من حدوث مجازر جديدة، تقول منسقة المجلس العلوي، إن "قتل العلويين مستمر بشكل يومي، ولو جمعنا عمليات القتل خلال شهر، سنكون أمام مجزرة"، وتشير إلى أنه "لم يحدث أي تغيير بعد مجازر مارس الماضي، فعمليات الخطف والقتل والاغتصاب مستمرة حتى بحق الأطفال، وسط هيجان عنفي كبير في المنطقة لم يتوقف".

الصراع الإسرائيلي التركي

وتلفت السياسية السورية إلى "وجود صراع إقليمي كبير على سوريا، بين إسرائيل وتركيا، تحت مظلة الولايات المتحدة، باعتبار أن إسرائيل وتركيا حليفتان للولايات المتحدة الأمريكية"، مؤكدةً أن "هذه التدخلات تقسم المجتمع السوري السياسي، وتؤثر على الوحدة الوطنية بشكل كبير، وتتسبب بالكثير من التجاذبات داخل المجتمع السوري، خاصة بين التوجهات العسكرية أو التوجهات السياسية، وهذه التدخلات كلها أثرت على الأمن"، حسب قولها.

أخبار ذات علاقة

طائرة مقاتلة إسرائيلية من طراز F-35

مصادر: إسرائيل هددت تركيا بتدمير أي دعم تُقدمه للجيش السوري

أما عن الموقف الروسي من سوريا وما يجري في الساحل السوري، فترى منى غانم أن "دور روسيا غير واضح، فهي تحاول ضمان مصالحها من خلال اتفاق مع سلطة دمشق، ولا أعتقد أن لديها أي تأثير على ملف العلويين، كان هناك اعتقاد أنها قد تقوم بحماية العلويين نظرًا لوجود قاعدتيها العسكريتين، لكن هذا الأمر لم يحدث باستثناء إيواء عدد من اللاجئين الهاربين من المجازر".

وحول الإعلان الأخير عن "الكتلة الوطنية" كحزب جديد معارض للسلطة الحالية في سوريا، ترى غانم أن "أي تشكيل سياسي يطالب بالديمقراطية والتغيير السياسي مرحب به، ونتمنى له النجاح، وكلما زاد عدد السياسيين في البلاد، كان المستقبل أفضل لسوريا"، وتأمل أن تتمكن هذه التشكيلات من العمل من الداخل السوري لكي يكون للعمل تأثير أكثر.

وتختتم غانم حديثها بالتشديد على أن "الصراع بين إسرائيل وتركيا له تداعياته العنيفة على الأرض، ولذلك ندعو كمجلس علوي، إلى مفاوضات بين هاتين الدولتين، وإلى تشكيل سياسي يشبه (أستانة) بين الدول المعنية في سوريا للوصول إلى حلول سلمية بدلًا من أن يدفع السوريون فاتورة دم جديدة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2025 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC