صحة غزة: الهجمات الإسرائيلية في الساعات الـ24 الماضية قتلت 68 شخصا وأصابت 362 آخرين
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن غياب الحماية للأقليات في سوريا يهدد بانفجار كبير للأوضاع، معتبرة أن العنف الطائفي من الساحل غرب البلاد إلى السويداء في الجنوب، يقوّض "الآمال الهشة" التي لاحت بعد سقوط نظام بشار الأسد نهاية العام الماضي.
وقُتل مئات المدنيين في مارس الماضي، معظمهم من العلويين، على طول الساحل، بعد كمين نصبه أنصار الأسد لقوات الأمن. ثم، هذا الشهر، تطور نزاع بين أحد أبناء القبائل البدوية وأحد أفراد الأقلية الدرزية في محافظة السويداء بسرعة إلى عنف طائفي جماعي مروّع، شاركت فيه قوات الحكومة السورية.
وأدّت الاشتباكات المسلحة والقصف والإعدامات الميدانية، ثم الغارات الجوية الإسرائيلية، إلى مقتل مئات الأشخاص، بمن فيهم مدنيون. وبحسب "الغارديان"، فإنّ أكثر ما يُثير القلق هو سرعة تفاقم الأحداث، وعجز الحكومة الجديدة أو عدم رغبتها في السيطرة على ما هو ليس جيشًا، بقدر ما هو مجموعة من "الميليشيات" و"أمراء الحرب" وفق تعبيرها.
وبينما برع الرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، في كسب تأييد دولي، إلا أنه، وفق "الغارديان"، لم يتقن مخاطبة جمهوره المحلي، معتبرة أنه "أبدى بوادر نحو الشمولية".
ورأت الصحيفة البريطانية أن الشرع "مطالب بالتغلب على تناقض جوهري؛ فهو بحاجة إلى الحفاظ على دعم قاعدة طائفية متطرفة، في مقابل طمأنة بقية البلاد المجزأة والمتأثرة بجراح عميقة بأنه قادر على حمايتهم وتلبية احتياجاتهم الأساسية على الأقل".
وأضافت أن عدم شعور الأقليات بالحماية يهدّد بانفجار الأوضاع، مع تنامي رغبات الانتقام المتبادلة، وفي ظل انتشار الأسلحة "المنفلتة" بعد سنوات من الحرب، إضافة إلى سعي قادة الفصائل للدفاع عن مصالحهم، في التنافس على الموارد الاقتصادية الشحيحة.
كما اعتبرت أن التدخل الخارجي من شأنه أن يُعمّق الانقسام والأزمات الطائفية، مشيرة بذلك إلى استمرار إسرائيل في التوغّل في العمق السوري بزعم الدفاع عن الدروز، فيما هي تعمل في الحقيقة "على تقليص القدرات العسكرية السورية وتقويض القيادة"، وفق "الغارديان".
وأضافت: "لم يكن استهداف وزارة الدفاع في دمشق مجرد رسالة بشأن أحداث السويداء، بل كان إشارة إلى نواياها الأوسع"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة، التي تُدرك أن تفكك سوريا ليس في مصلحتها، سعت إلى كبح جماح إسرائيل، ويجب عليها أن تواصل ذلك.
وشددت الصحيفة البريطانية على ضرورة محاسبة كل المتورطين بالانتهاكات في الساحل والسويداء، مستدركة أن الحكومة "تظاهرت بالولاء للعدالة الانتقالية، لكنها لم تُسمِّ بعدُ مَن تعتقد أنهم مسؤولون عن مذبحة مارس، رغم وجود أدلة على ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من شهود عيان".
وبينما تؤكد الحكومة السورية أنها "لن تتسامح" مع أي انتهاكات يرتكبها أي شخص في السويداء، ترغب "الأقليات المرعوبة" في رؤية دليل على هذا التأكيد، كما تضيف "الغارديان".
وخلُصت الصحيفة إلى القول إن "تحسين المساءلة والالتزام ببناء العلاقات بين المجتمعات ليسا رفاهية تُؤمّن أزمنة أكثر سعادة وازدهاراً، بل هما حجرا الأساس اللازمان لبناء أمة ناجحة"، مضيفة أن "سوريا التي لا تُراعي الجميع ولا تحميهم لا يمكنها أن تتمنى البقاء والازدهار" وفق تعبيرها.
