قال عضو مجلس النواب الليبي صالح افحيمة، إن "البرلمان يتابع بحذر ما جاء في إحاطة المبعوثة الأممية، هانا تيتيه، أمام مجلس الأمن الدولي بشأن إمكانية لجوئها إلى خيارات بديلة للتعامل مع الأزمة السياسية التي تعرفها البلاد"، مؤكداً أن "البدائل الحقيقية يجب أن تكون ليبية المنطلق مدعومة دولياً لا مفروضة من الخارج"، على حد تعبيره.
وأطلقت تيتيه منذ أيام الحوار المهيكل الذي يضم نحو 124 عضواً، ضمن مساعيها الرامية إلى إحداث اختراق في جدار الأزمة التي تشهدها ليبيا منذ انهيار الانتخابات العامّة التي كان من المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول عام 2021.
وفي لقاء خاص مع "إرم نيوز"، استعرض افحمية رؤية البرلمان للحل المهيكل، مشيراً إلى أن الخلاف مع تيتيه يكمن في المنهج الذي اعتمدته للحوار ونتائجه المرتقبة.
وفي ما يلي نصّ الحوار:
كيف ينظر البرلمان الليبي إلى الحوار المُهيكل؟
الحوار المهيكل في جوهره ليس محل خلاف من حيث المبدأ بل من حيث المنهج والنتائج، فنحن نؤمن بالحوار كأداة ضرورية لتقريب وجهات النظر، لكننا نؤكد أن أي مسار حواري لا يمكن أن ينجح إذا لم يكن منطلقه احترام الإرادة الوطنية ومتكئاً على أطر دستورية واضحة ومخرجات قابلة للتنفيذ.
لكن تيتيه اتهمت أطرافاً ليبية بالتقاعس وعرقلة الحل، ما تعليقكم على ذلك؟
ما ورد في إحاطة تيتيه بشأن تقاعس الأطراف الليبية يجب النظر إليه في سياقه العام، فالأزمة الليبية ليست نتاج تقاعس طرف واحد بقدر ما هي نتيجة تراكمات طويلة من الانقسام وتعقيدات المشهد وتداخل المسارات وتعدد المبادرات أحياناً دون تنسيق كافٍ. هذا يخلق بطئاً في الإنجاز لا ينبغي اختزاله في اتهام مباشر بقدر ما يستوجب معالجة الأسباب الحقيقية.
هل هناك من يسعى إلى تعطيل جهود البعثة الأممية في ليبيا؟
لا نعتقد أن هناك من يسعى لتعطيل جهود البعثة كهدف بحد ذاته، لكن من الواضح أن بعض المقاربات الأممية والدولية لا تحظى بالإجماع الوطني عندما تطرح خارج السياق القانوني أو تتجاوز المؤسسات القائمة، وهو ما يخلق حالة من التحفظ المشروع لا التعطيل المتعمد.
ماذا عن تلويحها باللجوء إلى خيارات بديلة؟
البرلمان ينظر إلى هذا التصريح بحذر، لأن أي مسارات موازية لا تستند إلى الشرعية الوطنية قد تعمق الأزمة بدل حلها. والبدائل الحقيقية يجب أن تكون ليبية المنطلق مدعومة دولياً لا مفروضة من الخارج.
في اعتقادكم، ما فرص نجاح البعثة الأممية في إنهاء الأزمة التي تعرفها البلاد؟
فرص نجاح جهود البعثة مرهونة في الواقع بقدرتها على إعادة بناء الثقة مع المؤسسات الوطنية، والانتقال من عملية إدارة الأزمة إلى دعم حلول مستدامة عنوانها الواضح هو الانتخابات التي يجب أن تكون بإطار قانوني ليبي وبشراكة حقيقية لا إقصاء فيها ولا انتقائية.
نحن نريد النجاح لهذه الجهود، لكننا نريد لها أن تنجح بما يخدم استقرار ليبيا ووحدة قرارها لا بما يكرّس حالة الانتظار أو يفرض حلولاً مؤقتة.
